للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" (١).

وروى سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد ريحا بين إليتيه فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" (٢).

وروي أن النبي قال: "إن الشيطان يأتي أحدهم وهو في الصلاة فينفخ بين إليتيه، فيقول: أحدثت، أحدثت، فلا ينصرفن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" (٣).

قيل: على هذه الأحاديث جوابان:

أحدهما: أنها وردت فيمن هو في الصلاة، فنحن نقول بموجبها على أظهر الروايتين عن مالك (٤)؛ لأن الصلاة تراد لنفسها، والوضوء لها يراد، فإذا دخل في الصلاة بيقين طهارة فقد حصل المقصود الذي أريدت له الطهارة، وتناهى دخوله فيها، فلم يبطل ما دخل فيه، ولو أبطلنا الصلاة أبطلنا بالشك عملين، أحدهما: الصلاة، والآخر: الطهارة التي أريدت للصلاة، وقد دخل بها فيها، وإذا كان قبل الصلاة فإنما يبطل عمل واحد وهو الطهارة التي تراد للصلاة لا لنفسها (٥).


= العبادة متوقف على صحتها، فلا معنى للتفريق بذلك؛ لأن هذا التخيل إن كان ناقضا خارج الصلاة؛ فينبغي أن يكون كذلك فيها كبقية النواقض". الفتح (١/ ٤٤٦).
(١) تقدم تخريجه (٢/ ٣٢١).
(٢) أخرجه مسلم (٣٦٢/ ٩٩) بنحوه.
(٣) أخرجه أحمد (٢/ ٣٣٠) وإسناده قوي، ويشهد له ما قبله.
(٤) وإن كان يخالف اختيار المصنف كما تقدم في بداية المسألة، وسيأتي النص عليه في آخرها.
(٥) واستحسن هذا الوجه ابن دقيق العيد فيما تقدم، وكذا العراقي، وقال: "والاحتياط للمقاصد=

<<  <  ج: ص:  >  >>