فأما أدلة القرآن فقد اعتمدها المصنف في مقدمة الدلائل إن وجدت، ويكثر من الاحتجاج بظاهر القرآن، ويظهر ذلك جليا في مسائل الوضوء، فقد أكثر من استعمال آية الوضوء من سورة المائدة، واستعملها أيضا في أبواب كثيرة كالمسح على الخفين والتيمم وغيرها.
* السنة:
وأما أدلة السنة فتأتي في النسق الثاني، ويحتج أيضا بظاهر الأخبار بكثرة، فيقول: فظاهر هذا كذا وكذا، وظاهر الحديث يقتضي، ونحن مع الظاهر حتى يقوم دليل بخلافه، ولنا من الظواهر كذا، ونحو ذلك.
ولا بد أن أقف هاهنا وقفة مع المصنف في هذا الباب، وأذكر لك جوانب من منهجه مع الأحاديث، فإنه ﵀ اعتنى بهذا الباب كثيرا، وساق الأدلة السنية على لسانه وعلى لسان مخالفه، وقد أطال الكلام على بعض الأحاديث بالتصحيح أو بالتضعيف، مما يدل على أن له اطلاعا على هذا الفن، من ذلك حديث الوضوء بالنبيذ الذي استدل به الحنفية، تحدث عنه بتفصيل، وبين ما في رواته من ضعف، ونقل أقوال أئمة هذا الشأن فيه.
ومن ذلك حديث بسرة في مس الذكر، ساق طرقه، وبين متابعاته وشواهده.