للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا الحافظ ابن حجر مثلا لم يلتزم الصحة في كل ما يورده من أحاديث في شرحه لصحيح البخاري، بل البخاري نفسه لم يلتزم الصحة في غير الجامع كالأدب المفرد وغيره، وكذا كثير من أهل الحديث، وذلك أن مقصودهم إطلاع القارئ على كل ما ورد في المسألة، فلعله يجد للضعيف ما يقويه ويشهد له، من حديث آخر ضعيف أو إجماع أو قياس أو قاعدة ونحو ذلك، بل قد يكتفون بشهرة الحديث عن البحث في سنده، وقد يذكرون ذلك من باب الاستئناس فقط، والله أعلم.

ومما يؤخذ على المصنف أيضا خلطه بين كثير من الأحاديث، يدخل حديثا في حديث، وإسنادا الحديث يضعه لحديث آخر (١)، وقد يجعل الموقوف مرفوعا، والمرفوع موقوفا (٢).

وأما العناية بألفاظ الحديث فقد أكثر من الرواية بالمعنى، وعدم الدقة في إيرادها، مما أتعبني في البحث عنها، بل يورد ألفاظا منتشرة في كتب الفقه نبه المحققون على نكارتها أو عدم وجودها، كما في حديث "حبب إلي من دنياكم ثلاث"، نبه غير واحد أن هذه اللفظة لا توجد (٣).

وأورد حديث فاطمة بنت أبي حبيش بلفظ: "دم الحيض دم أسود له رائحة"، وقد أكثر المصنف من إيراد بهذا اللفظ محتجا به، ولا وجود للوصف الأخير.

وأورد حديث "المؤمنون عند شروطهم"، والوارد في كتب الحديث


(١) انظر على سبيل المثال (٢/ ٦٦ - ٦٧) و (٢/ ٥٢٧) (٦/ ٨٩).
(٢) انظر (٤/ ٣٩٤ - ٣٩٥).
(٣) انظر (٥/ ٥٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>