للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا كيفما كان فهو منزل من السماء.

وقوله : "خلق الله الماء طهورا لا ينجسه شيء إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه" (١).

و "طهور" اسم لما يتكرر منه التطهير، فهو على عمومه.

ونقول: هو ماء فضل عن استعمال ما سقط به الفرض، فجاز أن يسقط به الفرض، أصله فضل الرجل تتوضأ به المرأة، وفضل الرجل يتوضأ به الرجل، وفضل المرأة تتوضأ به المرأة.

ونقول أيضا: هو ماء لم يخالطه شيء أثر فيه، فجاز أن يتوضأ به، أصله لو لم تتوضأ به، أو ما ذكرناه من فضل الرجل، ولا يلزم على هذا الماء المستعمل؛ لأن التوضؤ يقع به عندنا (٢).


(١) أخرجه الدارقطني (١/ ٢٨) عن ثوبان، وفيه رشدين بن سعد، ويقال: ابن أبي رشدين، وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره، وضعفه أحمد وأبو زرعة، والدارقطني، وغيرهم. وروي عن أبي أمامة من طريقين: أحدهما مسندة رواه ابن ماجه (٥٢١) والدارقطني (١/ ٢٨) وفيه رشدين أيضا. والأخرى مرسلة، أخرجها الدارقطني (١/ ٢٩) وفيه رشدين أيضا. وقال ابن الملقن بعد أن ذكر طرقه: فتلخص أن الاستثناء المذكور ضعيف لا يحل الاحتجاج به، لأنه ما بين مرسل وضعيف".
تنبيهات: الأول: قوله: "خلق الله الماء" لا يوجد في شيء من ألفاظ الحديث، وقد نبه على ذلك ابن الملقن في البدر (١/ ٣٩٤) وتبعه الحافظ في التلخيص (١/ ١٤).
الثاني: صدر هذا الحديث روي من خمسة طرق عن ابن عباس وجابر وسهل بن سعد، وعائشة، وأبي هريرة، وهو صحيح. انظر تخريجها في البدر (١/ ٣٩٤ - ٣٩٧).
الثالث: الاستثناء وإن كان ضعيفا إلا أنه حصل عليه الإجماع، وقد نقله ابن المنذر والشافعي وغيرهما. انظر البدر (١/ ٤٠١ - ٤٠٢).
(٢) وسيناقش المصنف ذلك بتفصيل فيما سيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>