للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذه الآيات والأخبار بعضها عام في جميع المياه، لم يخص فيها ماء بحر من غيره، وبعض الأخبار خصوص في ماء البحر.

فإن قيل: كيف جعلتم طهورا بمعنى مطهر؟، وإنما الطهور هو الطاهر في نفسه، ولا يعقل منه أنه مطهر إلا بدلالة (١).

والدليل أن الطهور بمعنى طاهر قوله تعالى: ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾ (٢)، بمعنى طاهر؛ لأننا نعلم أنه ليس في الجنة عبادة حتى يكون الطهور مطهرا لغيره.

قيل: قد ذكرنا قوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ (٣)، يبين قوله: "طهورا" بمعنى مطهر (٤).

والحديث الذي ذكرناه في ماء البحر يدل على ذلك أيضا (٥)، لأنه قال: "توضؤوا، فهو الطهور ماؤه الحل ميتته" (٦).


= وتعقبه ابن الملقن بأن فيه محمد بن حميد الرازي، وإبراهيم بن المختار، وهما ضعيفان.
انظر البدر (١/ ٣٧٤) وبنحوه أيضا تعقبه ابن التركماني في الجوهر بهامش السنن الكبرى (١/ ٧) وقد روي عن عبد الله بن عمرو موقوفا عليه. أخرجه أبو عبيد في الطهور (٣٠٠).
(١) وإليه جنح الحسن البصري وسفيان الثوري، وبعض أصحاب أبي حنيفة، وبعض أهل اللغة.
وانتصر له القدوري في التجريد (١/ ٥٧ - ٥٩) وانظر المجموع (٢/ ٢١ - ٢٥).
(٢) سورة الإنسان، الآية (٢١).
(٣) سورة الأنفال، الآية (١١).
(٤) نحوه في التجريد (١/ ٥٧).
(٥) والجواب عنه أن أراد الطاهر على طريق المبالغة، وهذا يفيد التطهير من طريق المعنى. التجريد (١/ ٥٨).
(٦) تقدم تخريجه (٢/ ٥٠٦)، وليس فيه: "توضؤوا". وهذه رواية البيهقي (١/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>