للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فائدة تطهيره لغيره، وفائدة التكرار، ولم تجعلوا للماء مزية على غيره من الأشياء الطاهرة، ونحن نعلم أن الله - تعالى - قد خص الماء من بين غيره بقوله: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ (١).

وجواب آخر: هو أننا قد اتفقنا على أنه يجوز أن نسمي المطهر طهورا، فإذا وقع النزاع في لفظة فقلتم: المراد طاهر، وقلنا نحن: المراد مطهر فإنهما لا يتنافيان، فهو طاهر مطهر، وكل مطهر طاهر، وليس كل طاهر مطهرا.

ثم مع هذا فإن جميع ما أطلق في هذا الباب في الشرع إنما يقتضي المطهر للغير، فمن ذلك قول النبي : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" (٢).

فأراد أن الأرض لي مطهِّرة، ولم يرد أنها لي طاهرة، ولو كان كذلك لم يكن موضع فضيلة (٣).

ومن ذلك: قوله في البحر وقد سئل عن التوضؤ بمائه: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" (٤).

فخرج جوابه عما سئل عنه من التطهر به (٥).

وأما ما ذكروه من قوله تعالى: ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾ (٦)، وأنه


(١) سورة الأنفال، الآية (١١).
(٢) تقدم تخريجه (٢/ ٤٢).
(٣) نحوه في المجموع (٢/ ٢٣).
(٤) تقدم تخريجه (٢/ ٥٠٦).
(٥) لا عن طهارته، ولو أنهم يفهمون من الطهور المطهر؛ لم يحصل الجواب. المجموع (٢/ ٢٢) والبدر المنير (١/ ٣٧٨).
(٦) سورة الإنسان، الآية (٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>