للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال تعالى: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾ (١).

قيل: ليس في هذا دليل يمنع من التوضؤ به؛ لأن قوله: "هو نار من نار" (٢) يحتمل أحد معنيين:

إما أن يكون لهوله وغرره وشدته هو نار من نار، كما قال في الإبل: "إنها جن من جن" (٣).

والمعنى الآخر: أي أنه يؤول إلى النار، فكأنه سماه للمقارنة، أي من ركب البحر وخاطر بنفسه وماله آل أمره إلى نار (٤).

ويحتمل أن يكون أراد أن البحر يصير يوم القيامة نارا، ولهذا قال تعالى: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾ (٥).

وجملته أنه ليس في ظاهر ذلك ما يمنع التطهر منه، كما لا يمنع غسل النجاسة به.


= الأثر المتقدم تخريجه في بداية المسألة: "ماء البحر لا يجزئ من غسل الجنابة، ولا من وضوء الصلاة، لأنه بحر ثم نار، ثم بحر ثم نار، حتى عد سبعة أبحر". وهو ضعيف كما تقدم، بل أورده ابن الجوزي في الموضوعات كما سبق، وقال النووي: "أما حديث: "تحت البحر نار .. " فضعيف باتفاق المحدثين، وممن ضعفه أبو عمر بن عبد البر". المجموع (٢/ ٣٤).
(١) سورة الطور، الآية (٦).
(٢) تقدم تخريجه (٢/ ٥١١).
(٣) أخرجه الشافعي في الأم (٢/ ٢٠٧ - ٢٠٨) وفيه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك كما في التقريب (٩٣).
وأخرجه ابن ماجه (٧٦٩) من طريق أخرى لكن بلفظ: "خلقت من الشياطين". وإسناده صحيح.
(٤) انظر القبس (٢/ ٤٨٥).
(٥) سورة الطور، الآية (٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>