إن ابن القصار ﵀ من العلماء الذين تأثروا بفقه الصحابة الكرام، وعولوا عليه في الفهم والعمل، فقد كان معظما لأصحاب رسول الله ﷺ، واقفا عند أقوالهم وأفعالهم، وخاصة الخلفاء منهم، يقدم أقوالهم على قول غيرهم، ومن أمثلة ذلك قوله (٣/ ٤١٧): "وأيضا فإن الإمام من الصحابة إذا قال في الخطبة بحضرة الصحابة مثل هذا كان أولى من قول غيره".
وقال في أبي بكر وعمر ﵁(٣/ ٤١٧): "كل واحد منهما إمام يقتدى به، يقبل قوله".
وانظر (٢/ ٢٠٩) وغيرها.
* عمل أهل المدينة:
ولا يخفى عليك منزلة عمل أهل المدينة عند المالكية خصوصا تبعا للإمام مالك ﵀، وقد حذا المصنف على هذا السبيل، وخاصة عمل أهل المدينة الذي يكون من طريق العمل المتكرر، فقد انتصر له المصنف بقوة، وعول عليه بكثرة، وظهر ذلك بجلاء في كتاب الصلاة، فقد احتج به لمذهب مالك: