للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المذكاة طاهرين مع ارتفاع العلة علم فسادها (١).

قيل: علتنا صحيحة، ألا ترى أن الشاة في حياتها طاهرة، وتموت حتف نفسها فتصير نجسة، ولم تكن كذلك إلا لعدم الروح منها، فاستمر هذا.

لا ننكر أن تخلف علة الحياة علة أخرى تقوم مقامها في الطهارة، فالتذكية تقوم في الطهارة مقام الحياة، فكذلك موت السمك يقوم مقام حياته.

وهذا كما يقول أصحاب الشافعي: إن علة نجاسة الخمر كون الشدة المخصوصة فيها، ثم تخلل فتزول الشدة وهي نجسة بالتخليل، فخلفت هذه العلةُ العلةَ المتقدمة (٢).

وكذلك نقول جميعا إنه لو طرح في الخمر ميتة أو دم، ثم خللت لكانت نجسة باتفاق؛ لأن النجاسة التي وقعت فيها خلفت النجاسة التي هي الشدة بعد زوالها، وهذا في الأصول كثير (٣).

قياس آخر: اتفقنا على أن الهر طاهرة، فكذلك الكلب، بعلة أنه سبع من السباع، أو بعلة أنها بهيمة ذات ناب، أو بعلة أنها تفرس الحي ولا ترعى الكلأ.

قياس آخر: اتفقنا على أن الصقر والبازي طاهران، كذلك الكلب، بعلة


(١) وهذا قدح في العلة بعدم الانعكاس.
(٢) انظر المجموع (٣/ ٦٠٠ - ٦٠١).
(٣) والذي يبين أن بعض العلل تخلف بعضها؛ أن المرأة الأجنبية وطؤها حرام لعدم العقد، فإن عقد عليها وهي حائض؛ حرم وطؤها بالحيض، ثم إذا ارتفع وهي محرمة؛ لم يجز وطؤها للإحرام وقد خلف، ثم إن حلت وهي صائمة؛ لم يجز وطؤها للصوم، فعلى هذا يتصور ارتفاع العلل إلى ما يخلف وإلى ما لا يخلف. انتصار الفقير السالك (٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>