للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فدليله أن الكلب نجس.

قيل: قد ذكر أن هذين خبران قد دخل أحدهما في الآخر (١).

على أننا نقول: إن كان هذا تعليلا في الكلب، وأنه لم يدخل البيت الذي هو فيه لأنه نجس فينبغي أن تجري العلة في كل موضع فيه نجس، ولو كان كذلك لوجب أن لا يدخل بيتا فيه دم ولا بول، ولا غير ذلك من الأنجاس التي هي أغلظ من الكلب، فلما كان يدخل البيوت التي فيها الأنجاس دل على أن هذا ليس بتعليل، وإنما معناه أن الكلب مبعد، والهر ليست بمبعدة؛ لأن النجس في اللغة هو المبعد (٢)، كقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾.

وهذا أولى من تعليل لا يصح، وقد كانت مبولة النبي معه في البيت تحت سريره (٣)، ولم يمتنع من دخول البيت.


= عن أمه عن عائشة أن رسول الله قال: "إنها ليست بنجس، هي كبعض أهل البيت"، يعني الهرة، لفظ ابن خزيمة والدارقطني" اهـ.
قلت: وورد أيضا بلفظ: "الهر من متاع البيت، لن يقذر شيئا ولن ينجسه"، أخرجه الطبراني في الصغير (١/ ٢٢٧/ ٦٣٤) وفيه عمر بن حفص القرشي المكي قال فيه الذهبي في الميزان (٣/ ١٩٩): "لا يدرى من ذا".
وورد أيضا بلفظ: "هي كبعض أهل البيت"، وفي لفظ "هي كبعض متاع البيت"، وكلاهما ضعيفان. انظر نصب الراية (١/ ١٨٨).
(١) وهذا هو الظاهر، والخبران: هما هذا الذي أورده هنا، والآخر لقوله : "الهر ليس بنجس". والله أعلم.
(٢) انظر اللسان (نجس).
(٣) أخرجه أبو داود (٢٤) والنسائي (٣٢) وصححه ابن حبان (٢/ ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>