للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما حديث أبي رافع فرواه أبو الحسين بن أحمد بن أبي بشر السراج، ومحمد بن عبدوس قالا حدثنا محمد بن عباد المكي عن أبي سعيد - مولى بني هاشم - عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي رافع، عن ابن مسعود أن النبي قال ليلة الجن: "أمعك ماء؟ ". قال: لا. قال: "معك نبيذ؟. قال: نعم. فتوضأ به (١).

وأما حديث أبي وائل فرواه أبو العباس الفضل بن صالح الهاشمي،


= قلت: وقد تقدم أن الرواية عنه من طريق العبادلة صحيحة، وهذا ليس منها. ورواه ابن ماجه (٣٨٥) من طريق مروان بن محمد، وأحمد (١/ ٣٩٨) من طريق يحيى بن إسحاق، كلاهما عن ابن لهيعة به.
(١) أخرجه الدارقطني (١/ ٧٧) من طريق أبي طاهر محمد بن أحمد بن نصر، نا محمد بن عبدوس بن كامل به وقال علي بن زيد ضعيف، وأبو سعيد لم يثبت سماعه من ابن مسعود، وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة، وقد رواه أيضا عبد العزيز بن أبي رزمة، وليس هو بقوي".
وتعقبه ابن دقيق العيد فيما نقله العظيم آبادي في التعليق المغني فقال: "وهذا الطريق أقرب من طريق أبي فزارة، وإن كان طريق أبي فزارة أشهر فإن علي بن زيد وإن ضعف فقد ذكر بالصدق، قال: وقول الدارقطني وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود لا ينبغي أن يفهم منه أنه لا يمكن إدراكه وسماعه منه، فإن أبا رافع السايغ جاهلي إسلامي، قال أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب: هو مشهور من علماء التابعين، كان أصله من المدينة ثم انتقل إلى البصرة، روى عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وروى عنه خلاس بن عمرو الهجري، والحسن البصري، وقتادة، وثابت البناني، وعلي بن زيد، ولم يرو عنه أهل المدينة، ومعظم روايته عن عمر وأبي هريرة، ومن كان بهذه المثابة فلا يمتنع سماعه من جميع الصحابة، اللهم إلا أن يكون الدارقطني يشترط في الاتصال ثبوت السماع ولو مرة، وقد أطنب مسلم في الكلام على هذا المذهب. اهـ كلامه.
على أن ابن التركماني ذكر في الجوهر (١/ ١٦) "أن صاحب الكمال صرح بأنه سمع منه، وكذا ذكر الصريفني فيما قرأته بخطه".
ورواه أحمد في المسند (١/ ٤٥٥) والبيهقي في الخلافيات (١/ ١٨٦) من طريق أبي سعيد به.

<<  <  ج: ص:  >  >>