للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقد روينا أخبارا هاهنا متفقا عليها في الاستعمال في الماء إما من حيث النطق، أو من حيث الدليل، ورووا خبر ابن مسعود في النبيذ، وهو مختلف في استعماله، فوجب أن لا يقولوا به.

فإن قيل: فقد روى عكرمة عن ابن عباس أن النبي قال: "النبيذ وضوء من لم يجد الماء" (١).

ولا يمكن حمل هذا الخبر على شيء إلا بإسقاطه.

قيل: الخبر ضعيف.

على أنه يمكن استعماله وتأويله، فيحتمل أن يكون أراد الماء الذي يسمى نبيذا، وهو الذي طرح فيه التمر ولم ينمع فيه، وإنما سمي بذلك لما يؤول إليه كقوله: ﴿إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا﴾ (٢).

ويحتمل أيضا أن يكون منسوخا.

ويحتمل أيضا أن يريد الوضوء الذي يغسل به الشيء فإنه يسمى وضوءا.

ويحتمل أن يكون أراد غسل اليد من الغَمَر (٣)، فإن النبيذ الحلو يقلع


(١) أخرجه الدارقطني (١/ ٧٥) والبيهقي في الخلافيات (١/ ١٨٣) وقال الدارقطني: ووهم فيه المسيب بن واضح في موضعين في ذكر ابن عباس، وفي ذكر النبي ، وقد اختلف فيه على المسيب .. والمحفوظ أنه من قول عكرمة غير مرفوع إلى النبي ولا ابن عباس، والمسيب ضعيف.
(٢) سورة يوسف، الآية (٣٦).
(٣) الغمر بفتح الغين والميم: الدسم والزهومة من اللحم، كالوضر من السمن. وهو من المثلثات، فبفتح الميم والغين هو هذا، وبفتح الغين وسكون الميم: الكثير. وبكسر الغين وسكون الميم الحقد. والمراد هنا الأول. انظر اللسان (عمر) والنهاية (٦٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>