للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[الفتح/ ٢٩] الآية -مثلًا- لو قال أحد فيه بمفهوم اللقب فقال: يُفهم منه أن غير رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يكن رسولًا، فإنه يكفر بالإجماع. وقيل باعتباره، وهو قول الصيرفي، والدقَّاق، وابن خويز منداد، وبعض الحنابلة (١).

وقول المؤلف: "وهو ما أُبي من دونه" إلخ، كأنه يشير إلى جواب عن سؤال، وإيضاحُه أن يقال: لو لم يكن لِلَّقب مفهومًا (٢) لما كان في تخصيصه بالذكر فائدة كما عللوا به مفهوم الصفة.

والجواب: بأن اللقب ذُكِر ليسند إليه الحكم فقط إذ لا يمكن إسناد خبريّ بدون مسند إليه، وذلك هو معنى قوله: "وهو ما أُبي من دونه نظم الكلام العربي".

واعلم أن التحقيق عدم اعتباره، وعدم الفرق بين العَلَمِ واسم الجنس خلافًا لمن قال باعتباره مطلقًا، ولمن قال باعتباره في اسم الجنس دون العَلَمِ.

فإن قيل: جاء عن مالك -رحمه اللَّه تعالى- ما يدلُّ على اعتبار مفهوم اللقب، وذلك أنه قال باشتراط النهار في الأضحية وأنها لا تُجزئ إن ذُبِحت ليلًا، مستدلًّا بمفهوم قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ} (٣) [الحج/ ٢٨] الآية، والأيام جمع يوم،


(١) انظر "جمع الجوامع": (١/ ٢٥٤ - مع حاشية البناني).
(٢) كذا في الأصل، وصححت في الهامش بخط مغاير: مفهومٌ.
(٣) انظر "التهذيب في اختصار المدونة": (٢/ ٤٣)، و"بداية المجتهد": (١/ ٥٠٩)، و"الجامع لأحكام القرآن": (١٢/ ٣٠).