للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفساد، ولذا لما أراد -صلى اللَّه عليه وسلم- قتالهم قطع الأخبارَ عنهم حتى دَهَمهم، وكان ذلك أيْسر لأخذهم.

٤٦٥ - ونسبةُ الجهل لذي وجودِ ... بما يُخصصِّ من الموجودِ

يعني أنه على القول بمنع تأخير البيان إلى وقت الحاجة يجوز أن يكون المكلفُ الموجود وقت الخطاب قد سمع العام مع جهله بمخصِّصِه، ودليلُه الوقوعُ؛ لأن فاطمة بنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رضي اللَّه عنها سمعت عمومَ: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء/ ١١] ولم تعلم بتخصيصه يقول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا نورث ما تركناه صدقة" (١)، ولذا طلبت إرْثها منه -صلى اللَّه عليه وسلم- من أبي بكر الصديق.

وقيل: لا يجوز وقوعُ جهلِ الموجودِ وقت الخطاب بالمخصِّص لِمَا فيه من تأخير الإعلام بالبيان.

وأجيب بأن المحذور تأخير البيان وهو منتفٍ هنا، وهو -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يبلِّغ كلَّ أحد بعينه بل بلَّغ البعض وقال: "ليبلِّغ الشاهدُ الغائبَ" (٢).

وقوله: "نسبة" مبتدأ خبره "من الموجود" أي من الواقع. وقوله: "لذي وجوب" متعلق بـ "نسبة" وقوله: "بما" متعلق بـ "الجهل". وقوله: "يخصِّصُ" بالبناء للفاعل.

* * *


(١) تقدم تخريجه.
(٢) أخرجه البخاري رقم (٦٧)، ومسلم رقم (١٦٧٩) من حديث أبي بكرة -رضي اللَّه عنه-.