للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بمثل سواء بسواء" (١) فلا يجوز حذف: "إلا وِزنًا بوزن" إلخ.

ومفهوم قوله: "قد رآه الأكثر" أن بعضهم منع حذف البعض مطلقًا ولو لم يكن بينهم ارتباط لاحتمال أن يكون لذكر الكل فائدة تفوت بالتفريق.

وقوله: "وهو في التأليف" إلخ، يعني أن حذف البعض من الحديث جائز في التأليف اتفاقًا، وهو عادة المؤلفين من السلف كمالك وأحمد والبخاري والنسائي وأبي داود وغيرهم، ورُوي عن أحمد أنه لا ينبغي، وقال ابن الصلاح (٢): "لا يخلو عن كراهة". و"التعنيف" اللوم والتشديد.

٥٥٩ - بغالبِ الظنِّ يدورُ المعتَبَرْ ... فاعتبرَ الإسلامَ كلُّ من غبَرْ

"المعتبر" هنا مصدر ميميٌّ بمعنى الاعتبار، والباء في قوله: "بغالب" بمعنى على وهي متعلقة بـ "يدور وتقرير المعنى: الاعتبار لصدق الخبر يدور على غلبة ظنِّ صدقه، فكل ما يُخل بغلبة الظنِّ يَمْنع من القبول ككفر المُخْبر وفسقه.

وقوله: "فاعتبر الإسلام" إلخ يعني أنه يتَسبَّبُ عن دوران الاعتبار على غلبة الظن اشتراط الإسلام في الراوي لعدم الثقة بخبر الكافر. واعلم أن الكافر الصريح أجمعَ العلماءُ على عدم قبول روايته، والكافر المتأوِّل كالمبتدع بما يكفِّره إذا كان متدينًا يُحْرِّمُ الكذب فهو كذلك أيضًا عند الجمهور، وهو الحق، وفي بعض الروايات عن أحمد قبوله. وقوله:


(١) أخرجه مسلم رقم (١٥٨٤) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه-. وأصله في البخاري بدون قوله: "إلا وزنًا بوزن. . . ".
(٢) في "علوم الحديث": (ص/ ٢١٧).