للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الانتقال من مذهبه الذي التزمه إلى مذهبٍ آخر لغرض صحيح يُجيزه الشرع، ككون المذهب المنتقَل إليه أسهلَ من المنتقَل عنه أو أرجح لوضوح أدلته وقوتها. وهل هذا الانتقال واجب أم لا؟ له احتمالان. وقوله: "الترجيحِ" بالخفض عطفًا على الكون.

٩٨٨ - وذُمَّ من نوى الدّنا بالقَيْسِ ... على مهاجم لأمِّ قيسِ

هذا البيت مفهوم قوله: "إن ينتقل لغرض صحيح. . " إلخ أي وإن انتقل لقصد الدنيا وهو غير مضطر، ككون المذهب المنتقَل إليه له أوقاف تصرف على أهله، فإنه مذموم قياسًا على مهاجر أم قيس، وقصته مشهورة (١).

وقوله: "ذُم" أمرٌ من الذم وميمه مثلثة. و"القَيْس" معناه: القياس.

٩٨٩ - وإن عنِ القَصْدَيْن قد تجرَّدا ... من عمَّ فلتُبِحْ له ما قَصَدا

مراده بـ "من عمّ" العامي، ومراده بـ "القصدين" القصد الحسن


(١) قال الحافظ في "فتح الباري": (١/ ١٦): (وقصة مهاجر أم قيس رواها سعيد بن منصور قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه -هو ابن مسعود- قال: من هاجر يبتغي شيئًا فإنما له ذلك، هاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها أم قيس فكان يقال له: مهاجر أم قيس. ورواه الطبراني رقم (٨٥٤٠) من طريق أخرى عن الأعمش بلفظ: كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها: أم قيس فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر فهاجر فتزوجها فكنا نسميه مهاجر أم قيس. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين) اهـ وصححَ إسنادَ الطبراني المزيُّ في "تهذيب الكمال": (٤/ ٢٨٥)، والذهبيُّ في "السير": (١٠/ ٥٩٠).