للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبما قرَّرْنا من أن الرفع والوصل زيادة وهي مقبولة من العدول يُعْلَم أنه يجري فيها التفصيل الآتي في زيادة اللفظ.

وقوله: "وزيد اللفظ" يعني أنه إذا روي الحديث وكان في بعض طرقه زيادة لم تكن في الأخرى، سواءٌ كانت زيادةَ لفظ فقط أو زيادةً تُبيِّن إجمالًا أو زيادةَ معنى.

مثالُ زيادة اللفظ فقط: رواية: "ربنا ولك الحمد" (١) بزيادة "الواو". ومثالُ الزيادة المُبيِّنة للإجمال: زيادة مسلم (٢) من رواية سعد بن طارق -أبي مالكٍ الأشجعيِّ- لفظ "التُّرْبة" في حديث: "وجُعِلَت لي الأرض تُرْبتُها مسجدًا وطهورًا" عند من يوجب التراب كالشافعي وأحمد، وأما عند مالك وأبي حنيفة فلفظ "التربة" لا يفيد معنًى زائدًا على الصعيد لأمرين: الأول: هو ما تقدم من أن ذِكْر بعض أفراد العام لا يخصِّصه، الثاني: هو ما تقدم من أن مفهوم اللقب لا اعتبار به.

ومثال زيادة المعنى: الحديث المتفق عليه (٣): "قوموا إلى سيدكم" فإن الإمام أحمد أخرج فيه (٤) بسندٍ حسن عن عائشة من طريق علقمة بن وقاص زيادة: "فأنزلوه" وهي تغير المعنى، لأنها تُصيِّر المعنى أن قيامهم


(١) أخرجه البخاري رقم (٧٩٥) من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.
(٢) رقم (٥٢٢).
(٣) البخاري رقم (٣٠٤٣)، ومسلم رقم (١٧٦٨) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه-.
(٤) "المسند": (٤٢/ ٢٦ رقم ٢٥٠٩٧) وانظر الكلام على إسناده هناك.