للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بقوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ} [المائدة/ ٣] الآية.

٤٥٦ - وبيَّنَ القاصرُ من حيثُ السَّنَدْ ... أو الدلالة على ما يُعْتَمد

يعني أن المُبيِّن -باسم الفاعل- لا يشترط أن يكون مساويًا للمبيَّن -باسم المفعول- في القوة بل يجوز تبيين الأقوى في السند أو الدلالة بما هو أضعف منه سندًا أو دلالة.

مثال تبيين الأقوى سندًا بما هو دونه في قوة السند؛ تبيين آيات الصلاة والزكاة بأخبار الآحاد، كتبيين: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام/ ١٤١] بحديث: "ليسَ فيما دونَ خمسةِ أَوسُقٍ صدقة" (١).

ومثال تبيين الأقوى دلالة بما هو دونه في قوة الدلالة: تبيين المنطوق بالمفهوم، كتبيين أن المراد في قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "في أربعين شاةً شاةٌ" خصوص السائمة بمفهوم قوله: "في الغنم السائمة زكاة" (٢) عند من لا يرى الزكاة في المعلوفة، فقوله: "القاصر" يعني الأضعف مرتبة (٣)، لكونه آحادًا أو مفهومًا. وأضافَ "حيث" إلى المفرد بناءً على جوازه بِقِلَّةٍ، كقول الراجز:

أما ترى حيثُ سهيلٍ طالعا ... نجمًا يُضيء كالشهاب لامعا (٤)


(١) متفق عليه، وقد تقدم.
(٢) تقدم تخريجهما.
(٣) تحتمل في الأصل: قرينة.
(٤) تقدم تخريجه.