للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثاني: الخبر الوارد بلغة قريش يقدَّم على معارِضِه الوارد بلغة غيرهم، لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- منهم، وقَبِيل الرجل قومُه الذي هو منهم، ومنه قوله: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} [الأعراف/ ٢٧].

الثالث: الخبر المُجِل للرسول أي المشعر بلعوِّ شأنه وعظمة أمره، فإنه يقدَّم على ما ليس كذَلك، لأن علو شأنه كان يتجدَّد شيئًا فشيئًا، فما أشْعَر بعلو شأنه فهو المتأخر، وكذا يُقدم المُشْعر بعلوِّ شأن الصحابة.

٨٨٧ - وشهرةُ القصةِ ذِكْرُ السَّببِ ... وسمعُه إيَّاه دونَ حُجُبِ

ذكر في هذا البيت أيضًا ثلاثة من المرجحات: الأول: شهرة القصة، يعني أن الخبر ذا القصة المشهورة مقدَّم على الخبر ذي القصة الخفية؛ لأن القصة المشهورة يبعد الكذب فيها كما قاله القرافي (١).

الثاني: ذِكْر السبب يعني أن الخبر المذكور فيه السبب مقدَّم على الخبر الذي لم يذكر فيه السبب، لاهتمام ذاكر السبب بمرويِّه الدّالِّ على ضبطه، ولأنَّ عِلْم السبب يفيد العلم بالمعنى المرادِ، ولذا اعتنى المفسِّرون بذكر أسباب النزول.


= وحديث التكبير أربعًا أخرجه أحمد: (٣٢/ ٥١٠ رقم ١٩٧٣٤)، وأبو داود رقم (١١٥٣)، والبيهقي: (٣/ ٢٨٩ - ٢٩٠) من حديث أبي موسى -رضي اللَّه عنه-. وفي إسناده رجل مجهول، وأعله البيهقي بالوقف وأن صوابه عن ابن مسعود موقوفًا عليه. انظر "نصب الراية": (٢/ ٢١٤ - ٢١٥)، و"الجوهر النقي - بهامش البيهقي". وله شاهد عند الطحاوي عن بعض أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وحسَّنه.
(١) في "شرح التنقيح": (ص/ ٤٣٣).