للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كأنْ يشير إلى شيءٍ حاضر ويقول: "هذا كتاب" فيعرف السامع مراده بالكتاب، وكأن يقول: "هات الكتاب في البيت" فلا يجد في البيت غيره فيتعين عنده أنه هو لعدم وجود غيره، وذلك هو معنى قول المؤلف: "فبالإشارة وبالتعين فهم ذي الخفا" إلخ.

وقوله: "كالطفل" اعتراض بين المبتدأ الذي هو "فهم" وخَبَرِه الذي هو "بالإشارة"، ومعنى قوله: "كالطفل" أي كما يفهم الطفل لغة أبويه بالإشارة والتعين والقرائن.

١٦٩ - يُبْنَى عليه القلبُ والطلاقُ ... بكاسْقني الشرابَ والعتاقُ

يعني أن الخلاف في اللغات هل هي توقيفية أو اصطلاحية يُبْنى عليه قلب اللغة كتسمية الحجر إنسانًا، فعلى أنها توقيفية لا يجوز، وعلى أنها اصطلاحية يجوز، وينبني عليه أيضًا لزوم الطلاق والعتق بالكنايات الخفية نحو "اسقني الماء" إذا قصد به طلاقًا أو عتقًا، فعلى أن اللغة توقيفية لا يلزم بذلك طلاق ولا عتق، وعلى أنها اصطلاحية يلزمان، ولزومهما بالكناية الخفية هوالصحيح من مذهب مالك (١).

ومحل الخلاف في قلب اللغة فيما لم يُتَعَبَّد بلفظه، أما هو فلا يجوز تغييره، كتكبيرة الإحرام والتشهد وتسليمة التحليل، قاله المازَرِي وغيره (٢).

وقال قوم: الخلاف في هذه المسألة طويل الذيل قليل النيل (٣)،


(١) انظر "مختصر خليل": (ص/ ١١٩).
(٢) انظر "إيضاح المحصول من برهان الأصول": (ص/ ١٤٧) للمازري.
(٣) انظر "البحر المحيط": (٢/ ١٨).