للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقبل الأبيات:

رأيتُ الخمرَ صالحةً وفيها ... خصال تفسدُ الرجلَ الحليما

وهذا مراده بقوله: "ولم يُنط مناسب بالسمع" وقوله: "يُنط" مبنيٌّ للمفعول من الإناطة "ومناسب" نائبه.

٧٤١ - وحيثما أمكنَ قيْسُ العلَّةِ ... فتركَه بالاتفاقِ أثبِتِ

مراد المؤلف بـ "قيس العلة" هنا ما قابل الشَّبَه وهو الوصف المناسب بالذات، بخلاف مراده به في آخر القياس فإنه يعني به الجمع بنفس العلة كانت مناسبةً بذاتها أو بالتبع، فلا تلتبس عليك الطرق، كما أنهم يُطلقون قياس الدلالة الآتي في قوله: "جامع ذي الدلالة الذي لزم" إلخ على قياس الشَّبَه هذا أيضًا.

ومعنى البيت: أنه إذا أمكن القياس بالوصف المناسب بالذات وجب ترك القياس بالمناسب بالتبع إذ لا حاجة إلى الشبه مع وجود المناسب. وقوله: "قيس العلة" أي قياسها وتقدم معناه، وقوله: "أثبت" فعل أمر و"تركه" مفعوله قُدِّم عليه.

٧٤٢ - إلّا ففي قبوله تردُّدُ ... . . . . . . . . . . . . . . .

يعني وإلا يمكن قيس العلة فهل يُقبل قياس الشَّبه أو لا يُقبل في ذلك؟ تردَّدَ الباقلانيُّ فمرة قَبِله كالشافعي نظرًا إلى استلزامه للمناسب، ثم استقرَّ على منعه وفاقًا لبعضَ الشافعية نظرًا إلى عدم مناسبة الوصف بالذات (١).


(١) انظر "البرهان": (٢/ ٥٦٨ - فما بعدها).