للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قدرته، وبأنَّ الصواب أن اجتهادَه لا يُخطئ فهو كاليقين. وأجاز بعضُهم اجتهاده في الآراء والحروب دون غيرها جمعًا بين الأدلة.

وعلى القول بجواز اجتهاده -صلى اللَّه عليه وسلم- ففي وقوعه مذاهب:

الأول: وقوعه، وهو مُختار (١) الآمدي (٢) وابن الحاجب (٣) والسبكي (٤)، واستدلُّوا بقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران/ ١٥٩]، وقوله: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة/ ٤٣]. وقوله: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال/ ٦٧]، وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إلا الإذْخِر" (٥) لمَّا قالها العباس. وقوله لمَّا جاءَه شِعْرُ قُتَيْلة بنت الحارث في مقتل النضر: "لو بلغني شعرُها قبل أن أقتله لعفوتُ عنه" (٦).


(١) ط: اختيار.
(٢) "الأحكام": (٤/ ٣٩٨).
(٣) "المختصر- مع شرحه": (٣/ ٢٩٣).
(٤) "الجمع": (٢/ ٣٨٦).
(٥) أخرجه البخاري رقم (١٨٣٣)، ومسلم رقم (١٣٥٣) من حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-.
(٦) أخرجه الزبير بن بكار -كما في "الإصابة": (٨/ ٨٠ - ط البجاوي) - وابن عبد البر في "الاستيعاب": (٤/ ٣٩٠ - بهامش الإصابة - ط دار الفكر) والأبيات نحو عشرة منها:
يا راكبًا إن الأثيل مظنة ... من صبح خامسة وأنت موفق
أبلغ به ميتًا فإن تحية ... ما إن تزال بها النجائب تخفق
هل يسمعنَّ النضر إن ناديته ... بل كيف يسمع ميِّت لا ينطق =