للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثاني ذوقه في الدنيا، وذوقه في الدنيا ليس نقيضًا لذوقه في الآخرة.

وقوله: "ورُجِّحا جوازه" يعني أن المرجَّح عند علماء الأصول جواز وقوع الاستثناء المنقطع، خلافًا لأحمد وأصحابه القائلين بعدم جوازه في اللغة، لأن الاستثناء إخراجٌ لما دخل، وما لم يدخل لا يمكن إخراجه. وحجة الجمهور: كثرة وقوعه في القرآن وفي كلام العرب، فمن أمثلته في القرآن قوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنّ} [النساء/ ١٥٧]. ومعلوم أن اتباع الظن ليس من جنس العلم، وقوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا} [مريم/ ٦٢]، وقوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (٢٦) وَأَصْحَابُ الْيَمِ} [الواقعة/ ٢٥ - ٢٦]، وقوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ} [الليل/ ١٩ - ٢٠] الآية.

ومن أمثلته في كلام العرب قول نابغة ذبيان (١):

وقفت فيها أُصَيْلالًا أُسائلها ... عيَّت جوابًا وما بالرَّبع من أحد

إلَّا الأواريَّ لأْيًا. . . . ... . . . . . . . . . . . . .

"الأواريُّ" ليس من جنس "الأحد" وهي مرابط الخيل.

وقول بعض شعراء بني تميم (٢):

وبنتِ كريمٍ قد نكحنا ولم يكن ... لها خاطب إلَّا السنانُ وعاملُه

وقول الراجز (٣):


(١) "ديوانه": (ص/ ١٤ - ١٥).
(٢) البيت للفرزدق انظر: "شرح النقائض": (٣/ ٧٥٨). وسقط من "الديوان" مع بيت قبله.
(٣) روي هذا الرجز بألفاظ مختلفة ذكرها البغدادي في "الخزانة": (١٠/ ١٥ - ١٨) =