للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عطفًا على الضمير المرفوع في قوله: "عُلِم" من غير فاصل على حدِّ قوله:

قلت إذا أقبلت وزهرٌ تهادى ... كنعاج الغلا تعسَّفْن رمْلًا (١)

٦٨٥ - والثالثُ الإيما اقْتِرانُ الوصفِ ... بالحُكم ملفوظيْن دونَ خلْفِ

٦٨٦ - وذلكَ الوصفُ أو النظيرُ ... قِرانُه لغيرها يَضيرُ

يعني أن المسلك الثالث من مسالك العلة هو الإيماء، وعرَّف الإيماءَ بأنه اقتران الوصف أو نظيرِه بالحكم أو نظيره على وجهٍ لو لم يكن الوصف أو نظيره فيه علة للحكم أو نظيره لكان ذلك مُخِلًّا بالفصاحة، وإخلالُه بالفصاحة هو مراده بقوله: "قرانه لغيرها يضير". وأمثلة اقتران الوصف بالحكم ستأتي في الأبيات التي بعد هذا.

ومثال اقتران نظير الحكم بنظير الوصف: حديث ابن عباس عند البخاري (٢) والنسائي (٣) أن امرأة قالت: يا رسول اللَّه إن أمِّي ماتت وعليها نذر حج أفأحج عنها؟ قال: "أرأيتِ لو كان على أُمِّك دينٌ أكنت قاضيته"؟ قالت: نعم، قال: "فحُجِّي عن أمك فاللَّه أحق بالقضاء". فالمرأةُ سألت عن دَين اللَّه على الميت فذكر لها رسول اللَّه نظيرَ الحكم المسؤول عنه مقترنًا بنظير علة المسؤول عنه، فلو لم يكن جواز القضاء فيهما لكون الدَّين علة له لكان بعيدًا.

فالنبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا الحديث نَبَّه على كون نظير الوصف علة لنظير


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رقم (٧٣١٥).
(٣) (٦/ ١١٩) بنحوه.