للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما رَغَّب فيه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بذكر ما فيه من الثواب كقوله: من فعل كذا فله كذا. والثاني: ما داوم -صلى اللَّه عليه وسلم- على فعله بصفة النفل لا بصفة المسنون. وستأتي صفة المسنون. وقوله: "جُبي" بالجيم فعل ماض مبني للمجهول (١)، وأصل الجباية الجمع، والمراد به في البيت ذكر ما يُجبى للفاعل أي يُعطى له من الثواب.

. . . . . . . . . . . . . . . . ... والنفلَ من تلك القيودِ أخْلِ

٤٦ - والأمْرِ بلْ أَعلمَ بالثواب ... فيه نبيُّ الرشد والصوابِ

يعني أن النفل هو ما خلا عن ما قُيَّدت به الرغيبة، فالرغيبةُ قُيدت بترغيب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيها بذِكْر ما فيها من الثواب محدَّدًا أو مداومته عليها، والنفل خالٍ من تحديد الثواب ومن المواظبة عليه ومن الأمر به، بل هو ما ذكر -صلى اللَّه عليه وسلم- أن فاعله يثاب فقط، فقوله: "والنفلَ" مفعول قوله: "أخلِ" مقدم عليه، وقوله: "والأمْرِ" بالجر عطف على "القيود".

٤٧ - وسُنَّة ما أحمد قد واظبا ... عليه والظهور فيه وجبا

يعني أن السنة في اصطلاح المالكية هي: ما واظب عليه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأمر به من غير إيجاب وأظهره في جماعة، فقول المؤلف: "والظهور [فيه] وجبا" معناه: أن التقييد بكونه أظهره في جماعة لا بُدَّ من ذكره في حدِّ السنة على هذا الاصطلاح.

٤٨ - وبعضهم سمَّى الذي قدْ أُكِّدا ... منها بواجب فخذْ ما قُيِّدا


(١) ط: للمفعول.