للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عصر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقيل: لا يجوز الاجتهاد لأحد في عصر النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لأنه عصر الوحي، وقيل: لا يجوز للحاضر في قُطْر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بخلاف غيره.

ودليلُ وقوع الاجتهاد من غيره -صلى اللَّه عليه وسلم- في عصره -صلى اللَّه عليه وسلم-: حكمُ سعد بن معاذ في بني قريظة بأن تُقْتَل مقاتِلَتُهم وتُسْبَي ذَرارِيْهِم، وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لقد حكمتَ فيهم بما حَكَم تعالى به" (١). وقول أبي بكر يوم حُنين: "لاها اللَّه إذا. . . " الحديث، مع قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صدق" (٢). وأمثال هذا كثيرة جدًّا يفيد مجموعها التواتر المعنوي. وقوله: "عصره" منصوب على الظرفية.

٩٣٨ - ووحِّد المُصيب في العقلِيِّ ... ومالِكٌ رآه في الفَرْعِيّ

يعني أن المصيب من المختلفين في العقليات واحد، والمراد عنده بالعقليات: ما لا يتوقف على السمع كوجود اللَّه وصفاته التي يتوقف عليها وجود الخلق (٣)، وكحدوث العالم، وذلك الواحد المصيب هو من


(١) أخرجه البخاري رقم (٣٠٤٣)، ومسلم رقم (١٧٦٨) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه-.
(٢) أخرجه البخاري رقم (٤٣٢١)، ومسلم رقم (١٧٥١) من حديث أبي قتادة -رضي اللَّه عنه-.
(٣) هذه طريقة متأخري المتكلمين كالرازي ومن تبعه في إثبات الصفات العقلية أو المعنوية، وهي: العلم، والقدرة، والإرادة، والحياة. فهم يثبتونها بالعقل فقط. وهي طريقة باطلة مخالفة لطريقة السلف والأئمة الذين يثبتونها بالعقل كما ثبتت بالسمع. انظر "شرح الأصبهانية": (ص/ ١٨ - ٢٤ - ت السعوي)، و"مجموع الفتاوى": (١٢/ ٣٢) كلاهما لابن تيمية، و"موقف ابن تيمية من الأشاعرة": (٣/ ١٠٤٩ - ١٠٥٣) للمحمود، و"منهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة": (٢/ ٥٠٢ - وما بعدها) لخالد نور.