للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إلخ يعني أن كون النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- معصومًا يوجب اقتفاءه أي الاقتداء به في خواطره لأن إلهامه ورؤياه كل ذلك وحي.

٨٤٥ - لا يَحْكُم الولي بلا دليل ... من النصوصِ أو من التأويل

هذا البيت بيَّن فيه المؤلف نبْذَ إلهام الأولياء بالعراء وبيَّنَ أن معناه أنهم لا يحكمون أي لا يثبتون حكمًا من أحكام اللَّه تعالى إلا بدليل من الأدلة الشرعية من نصٍّ صريح أو مؤول أو غير ذلك، لانعقاد الإجماع على أن الأحكام الشرعية لا تُعْرَف إلا بأدلتها، وقد كان -صلى اللَّه عليه وسلم- ينتظر الوحي فيما لم يَرِد عليه فيه نصّ.

٨٤٦ - في غيره الظنُّ وفيه القطْعُ ... لأجل كشفٍ ما عليه نَقْعُ

الضمير في "غيره" عائد إلى حكم اللَّه المفهوم من قوله: "لا يحكم" يعني أن غير حكم اللَّه تعالى من إلهامات الصالحين منه ما يكون ظنيًّا، ومنه ما يكون قطعيًّا لما يقع لهم فيه من الكشف، فمن أخبرَه وليٌّ بشيءٍ فقد يحصل له به اليقين لموجبٍ يقتضي ذلك، ككونه رآه لا يخبر بشيءٍ إلا وقع، وقد يحصل له الظن لما يعلم من صدق القائل وصلاحه. و"النقع" الغبار، و"الكَشْفُ" هو أن يكشف اللَّه لبعض عباده عن غائب أو مستقبل، فمثاله في الغائب: قول عمر: "يا سارية الجبل" (١) ومثاله في المستقبل: قول أبي بكر: "أُرى ما في بطنِ بنت خارجة أنثى" (٢).


(١) أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة": (١/ ٢٦٩ - ٢٧٠)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد": (٧/ ١٣٣١). وحسنه ابن حجر في "الإصابة": (٣/ ٦).
(٢) أخرجه مالك في "الموطأ" رقم (٢١٨٩)، والبيهقي: (٦/ ١٦٩).