للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الذهنية، ورجَّح هذا القول القرافي وعزاه في "نشر البنود" (١) للجمهور، وأطال العبَّادي في "الآيات البينات" (٢) في مبحث التخصيص باختيار هذا القول وأنه هو الحق، وأن الحقيقة الذهنية توجد في الخارج في ضمن أفرادها الشخصية، فـ "زيد" مثلًا مشتمل على القدر المشترك وهو الإنسانية إلا أنه تميَّز عن غيره بتشخُّصاته الذاتية.

تنبيه: محل هذا الخلاف فيما له وجود ذهني وخارجي كما مَثَّلنا، أما ما له وجودٌ ذهني فقط، كبحر من زئبق، وجبل من ياقوت، فالموضوع له معناه الذهني فقط بلا خلاف.

وأشار المؤلف إلى القول الأول بقوله: "ووضع النكرة لمطلق المعنى" إلخ. وإلى الثاني بقوله: "وهي للذهن" إلخ. وللثالث بقوله: "وكم إمام" إلخ. وقوله: "ووضعُ" مبتدأ، وقوله: "فريق" مبتدأ أيضًا سوَّغ الابتداء به كونه في معرض التفصيل، وجملة "نصره" خبر الأخير، والأخيرُ وخبرُه خبرُ الأول، وقوله: "إمامٍ" مجرور بإضافة كم الخبرية إليه على التحقيق.

١٦٦ - وليس للمعنى بلا احتياجِ ... لفظٌ كما لِشارحِ المنهاجِ

يعني أن شارح "المنهاج" وهو تاج الدين السبكي قال في "جمع الجوامع" (٣): إنه لا يلزم أن يكون لكل معنى لفظ مستقل يدل عليه بل


(١) (١/ ١٠٢).
(٢) (٢/ ٥٣).
(٣) (١/ ٢٦٧ - مع حاشية البناني).