للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأول: مجهول الظاهر والباطن وهو مراده بقوله: "فدع لمن جُهِل مطلقًا" أي اترك من جُهِلَ ظاهره وباطنه، فاللام زائدة لتقوية التعدية داخلة على المفعول، والكلامُ على حذف مضاف إذ المراد بتركه ترك روايته.

الثاني: مجهول العين، وهو عند جمهور المحدثين من لم يرو عنه إلَّا واحد ولو كان معروف العين والنسب، والجلُّ على عدم قبول روايته إن كان غير صحابي، أما الصحابي فهو مقبول ولو لم يرو عنه إلَّا واحد، كالمسيّب بن حَزْن فإنه لم يرو عنه غير ابنه سعيدٍ أخرج الشيخان حديثه في وفاة أبي طالب (١). وكعَمْرو بن تغلب النَّمَري (٢) أو العبدي أخرج البخاري (٣) حديثه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أثنى عليه -أي عَمْرو المذكور- في إسلامه ولم يرو عنه إلَّا الحسن البصري، وأشار العراقيُّ إلى هذا في "ألفيته" (٤) بقوله:

ففي الصحيح أخرجا المسيبا ... وأخرج الجعفيُّ لابن تَغْلبا

مع أنه قال قوم: إن عَمْرو بن تغلب روى عنه غير الحسن البصري وهو الحكم بن الأعرج كما ذكره ابن أبي حاتم (٥) وابن عبد البر (٦)، وهذا مراد المؤلف بقوله: "ومن في عينه يُجْهَلُ".


(١) أخرجه البخاري رقم (١٣٦٠)، ومسلم رقم (٢٤).
(٢) الأصل: النميري، وهو خطأ.
(٣) رقم (٩٢٣).
(٤) البيت رقم (٨٥٧).
(٥) في "الجرح والتعديل": (٦/ ٢٢٢).
(٦) في "الاستيعاب": (٣/ ١١٦٦ البجاوي).