للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١/ ٣٥٣/ ٦٧٩)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ٢٤/ ٦٠)، والبيهقي (١/ ٣١١).

وقد أعل ابن حزم أيضًا هذا الطريق فقال (٢/ ١٧٩): "أما حديثا ميمونة: فأحدهما عن مخرمة بن بكير عن أبيه، ولم يسمع من أبيه، وأيضًا فقد قال ابن معين: مخرمة: هو ضعيف؛ ليس حديثه بشيء".

قلت: إن ضعفه ابن معين فقد وثقه غيره، وثقه مالك، وأحمد، وابن المديني، وأحمد بن صالح، وابن سعد، وغيرهم، وقال النسائي: "ليس به بأس"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وهو كثيرًا ما يقولها في الثقات، وقال الساجي: "صدوق"، وانظر بقية أقوال من عدلوه في التهذيب (٤/ ٣٩).

• وأما روايته عن أبيه فإنما هي وجادة صحيحة، ولم يسمع من أبيه شيئًا [انظر: تخريج أحاديث الدعاء برقم (٤٥٩) (٣/ ٩٩٩)، ورقم (٥٢٩) (٣/ ١٠٨١ - ١٠٨٢)، وتخريج السنن: الحديث المتقدم برقم (٢٠٧)].

والوجادة قد يدخلها شيء من الوهم بالتصحيف وغيره، لكن طرق الحديث هي التي تبين إن كان دخل في الرواية ما ليس منها أم لا، وهذا الحديث قد توبع عليه مخرمة بما يبين أنَّه قد رواه من كتاب أبيه على الوجه الصحيح، لم يخالطه فيه شيء من الخلل، والله أعلم.

فالإمام مسلم محق في تصحيح حديث مخرمة هذا.

• وأما الشاهد:

فقد أخرج ابن ماجة في سننه (٦٣٨)، قال: حدثنا الخليل بن عمرو: حدثنا ابن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، عن معاوية بن أبي سفيان، عن أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سألتها: كيف كنت تصنعين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحيضة؟ قالت: كانت إحدانا في فورها أول ما تحيض تشد عليها إزارًا إلى أنصاف فخذيها، ثم تضطجع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وهذا إسناد غريب، رجاله ثقات؛ غير ابن إسحاق فإنه مدلس، وقد عنعنه.

قال ابن رجب في الفتح (١/ ٤١٣): "وإسناده حسن، وفي إسناده: ابن إسحاق".

***

٢٦٨ - . . . منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر إحدانا إذا كانت حائضًا أن تتزر، ثم يضاجعها زوجها - وقال مرة: يباشرها -.

• حديث متفق على صحته.

أخرجه البخاري (٣٠٠ و ٢٠٣٠)، ومسلم (١/ ٢٩٣)، وأبو عوانة (١/ ٢٥٨/ ٨٩١ و ٨٩٢)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (١/ ٣٥٢/ ٦٧٦)، وفي أخبار أصبهان

<<  <  ج: ص:  >  >>