رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن آمرها فلتنظر قدر ما كانت تحيض في كل شهر وحيضُها مستقيم، فلتعتدَّ بقدر ذلك من الأيام، ثم لتدع الصلاة فيهن وبقدرهن [وفي نسخة: أو بقدرهن]، ثم لتغتسل، ثم لتستثفر [وفي نسخة: ثم لتستثفر] بثوب، ثم لتصل [وفي نسخة: ثم تصلي].
• حديث ضعيف.
أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي (١/ ٣٤٣)، لكنه رام إصلاح خلل؛ فقال:"سمعت امرأة تسأل عائشة -يعني: عن حيضها، أظنه قال: فقالت عائشة: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن امرأة فسد حيضها ... ".
ورواه أبو يعلى (٨/ ٨٩/ ٤٦٢٥)، قال: حدثنا بشر بن الوليد: حدثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل، عن بهية: أنها سمعت امرأة تسأل عائشة، عن امرأة فسد حيضها فلا تدري كيف تصلي؟ فقالت لها عائشة: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في امرأة فسد حيضها، وأهريقت دمًا فلا تدري كيف تصلي؟ فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن آمرها:"فلتنظر قدر ما كانت تحيض في كل شهر مرة، وحيضها مستقيم، فلتقعد مثل ذلك من الليالي والأيام، ثم لتدع الصلاة فيهن، وتقدرهن، ثم لتغتسل طهرها، ثم تستثفر بثوب، ثم تصلي، فإني أرجو أن هذا من الشيطان، وأن يذهبه الله عنها إن شاء الله" قالت: فأمرتها بفعله فأذهب الله عنها، فمري صاحبتك بذلك.
فظهر بهذه الرواية ما وقع من اختصار مخل في رواية أبي داود، وبشر بن الوليد وإن كان قد تكلم فيه [اللسان (٢/ ٤٣)]، فقد تابعه على هذه الرواية بنحوها: يحيى بن يحيى النيسابوري [وهو ثقة ثبت إمام]:
أخرجه البيهقي من طريقه في السنن الكبرى (١/ ٣٣٢).
وهذا حديث ضعيف؛ أبو عقيل يحيى بن المتوكل صاحب بهية: ضعيف.
وبهية: لا تعرف، لم يرو عنها سوى أبي عقيل يحيى بن المتوكل، وقال ابن عمار:"ليست بحجة"، وقال الجوزجاني:"جهدنا أن نعرف بهية الَّذي يروي عنه يحيى بن المتوكل أبو عقيل، فلا نهتدي له"، وهذا يعني أنَّه كان يراها رجلًا، وإنما هي امرأة [أحوال الرجال (١٣٨)]، وقال ابن معين:"بهية: ليس يروي عنها غير يحيى بن المتوكل، وليست بمنكرة الحديث"، وقال ابن عدي:"وأحاديثها ليست منكرة" [الكامل (٢/ ٧١)] [وانظر: التهذيب (٤/ ٦٦٦)، الميزان (٤/ ٦٠٥)].
• وحديثها هذا ليس بمنكر، فهو معروف من حديث أم سلمة صحيح عنها، لكنه ضعيف بهذا السياق عن عائشة.