للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم، عن أبي أيوب الإفريقي عبد الله بن علي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر المستحاضة بالوضوء لكل صلاة.

أخرجه أبو يعلى في مسنده [عزاه إليه: الزيلعي من نصب الراية (١/ ٢٠٣)، وابن حجر في التلخيص (١/ ١٦٩)، والدراية (١/ ٨٩)، ومن طريقه أخرجه البيهقي]، والطبراني في الأوسط (٢/ ١٦٧/ ١٥٩٧)، وابن عدي (٧/ ١٤٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٣٤٧)، وفي المعرفة (١/ ٣٨٠ - ٣٨١/ ٤٨٩)، وفي الخلافيات (٣/ ٤٥٨ - ٤٥٩/ ١٠٨٦).

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي أيوب الإفريقي -وهو عبد الله بن علي- إلا أبو يوسف".

وقال البيهقي في السنن: "تفرد به أبو يوسف، عن عبد الله بن علي أبي أيوب الإفريقي، وأبو يوسف: ثقة إذا كان يروي عن ثقة".

وقال في المعرفة: "وأبو يوسف: ثقة إذا كان يروي عن ثقة إلا أن الإفريقي: لم يحتج به صاحبا الصحيح، وابن عقيل: مختلف في جواز الاحتجاج به، والله أعلم".

وقال ابن حجر في الدراية والتلخيص: "وإسناده ضعيف".

قلت: هو حديث منكر.

عبد الله بن محمد بن عقيل: حسن الحديث، لكن لا يحتج به فيما تفرد به من أصل وسُنَّة، ولا يصح شيء من أمر المستحاضة بالوضوء لكل صلاة -في المرفوع-.

والمعروف عن ابن عقيل في المستحاضة إنما هو حديث حمنة بنت جحش؛ الذي يرويه عبيد الله بن عمرو الرقي، وزهير بن محمد، وابن جريج، وشريك بن عبد الله، وإبراهيم بن أبي يحيى، وعمرو بن ثابت؛ رواه ستتهم: عن ابن عقيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عمه عمران بن طلحة -قال ابن جريج: عمر بن طلحة-، عن أمه حمنة بنت جحش -قال ابن جريج: أم حبيبة-، قالت: كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة. . . الحديث بطوله، وتقدم برقم (٢٨٧).

• وهذا الحديث قد تفرد به عن ابن عقيل المدني: أبو أيوب عبد الله بن علي بن

مهران الأزرق الإفريقي ثم الكوفي: ولا يحتمل تفرده بهذا الحديث عن ابن عقيل؛ فإنه وإن وثقه ابن حبان، والحاكم، وقال ابن معين: "ليس به بأس"، فقد قال فيه أبو زرعة الرازي: "ليس بالمتين، في حديثه إنكار، هو لين"، وهذا جرح مفسر؛ فهو مقدم على التعديل، لا سيما وكلام ابن معين يدل على أنه لم يخبر حديث أبي أيوب كله، ولم يعرفه حق المعرفة؛ فقد قال عباس الدوري لابن معين: "ما اسمه؟ قال: لا أدرى. قلت ليحيى: فهو ثقة؟ قال: نعم: ليس به بأس"، فعدم معرفة ابن معين لاسمه مما يدل على أنه لم يطلع على بعض حديثه مما فيه نكارة، فإن بعض الرواة كان يقتصر على اسمه فقط، وبعضهم يقتصر على كنيته فقط، وهو أكثر، وبعضهم جمع بينهما مثل القاضي أبي يوسف، أضف

<<  <  ج: ص:  >  >>