عباس - رضي الله عنهما - فأخبرته، فقال: رحمه الله! إن كاد ليكفرك. قال: ثم سألت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقال: تلك ركزة من الشيطان، أو قرحة في الرحم، اغتسلي عند كل صلاتين مرة. قال: فلقيت ابن عباس - رضي الله عنهما - بعدُ فسألته، فقال: ما أجد لك إلا ما قال علي - رضي الله عنه -.
أخرجه الطحاوي (١/ ١٠١)، وابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ٩٣).
• قلت: رواية الجماعة عن سعيد بن جبير أولى بالصواب؛ لا سيما وفيهم أثبت أصحابه، فالمحفوظ عن علي: القول بالاغتسال لكل صلاة.
٤ - ورواه حماد بن أبي سليمان [صدوق، كوفي فقيه]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه كان يقول في المستحاضة: تدع الصلاة أيام حيضها، وتغتسل عند كل صلاة وتصلي.
أخرجه الدارمي (١/ ٢٤٣/ ٩٢٠)، والطحاوي (١/ ١٠٠)، وأبو يوسف في الآثار (١٧٦).
فلم يذكر حماد: فتوى علي بن أبي طالب.
• والحاصل من رواية سعيد بن جبير: أن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، كانا يقولان في المستحاضة: تغتسل لكل صلاة، وهو صحيح عنهما.
• ولابن عباس فيه قولٌ ثانٍ: وهو الجمع بين كل صلاتين بغسل.
وهو صحيح عنه أيضًا، وتقدم تحت الحديث رقم (٢٩٦).
• وله في المستحاضة قول ثالث:
يرويه شعبة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس، سئل عن الاستحاضة؟ فقال: إنما هو عرق عاند، أو ركضة من الشيطان، فلتدع الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل، وتوضأ لكل صلاة. قيل: وإن سال؟ قال: وإن سال مثل هذا الشعب.
أخرجه الدارمي (١/ ٢٢٢/ ٧٨٨)، وابن المنذر (١/ ١٥٩/ ٥١).
وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال مسلم.
وهذا هو الحديث الواحد الذي سمعه شعبة من عمار مولى بني هاشم [انظر: مسائل أبي داود (١٩٨٤)، تاريخ الدوري (٤/ ٢٧٢/ ٤٣٣٤)، العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٥٢٣٦/ ٢٧٨)].
• ورواه ابن أبي شيبة (٣/ ١٤٥٢٩/٣١٤)، بإسناد صحيح إلى عطاء بن أبي رباح، عن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، قال: سألت امرأة ابن وعباس، فقالت: تطوف المستحاضة بالبيت؟ قال: تقعد أيام أقرائها، ثم تغتسل وتطوف بالبيت. قال: فقالت: هل تدخل الكعبة؟ قال: فقال: استدخلي واستذفري وادخلي.
• وروى حميد الطويل، عن عمار بن أبي عمار، قال: كان ابن عباس من أشد الناس قولًا في المستحاضة، ثم رخص بعدُ، أتته امرأة فقالت: أدخل الكعبة وأنا حائض؟ قال: نعم، وإن كنتِ تثجينه ثجًا، استدخلي ثم استثفري ثم ادخلي.