التاريخ الكبير (٥/ ٨٠)، فيقال: قد ثبت لقاؤه به وسماعه منه في حديث: "لو أن الله عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه ... " [أخرجه أبو داود (٤٦٩٩)، وابن ماجه (٧٧)].
• وأما رواية أهل مصر: فيرويها موسى بن عُلَي بن رباح عن أبيه عن عبد الله بن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن نستنجي بعظم حائل أو روثة أو حممة.
أخرجه أحمد (١/ ٤٥٧)، والطبراني في الأوسط (٩/ ١٧/ ٨٩٩٥)، والدارقطني (١/ ٥٦)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٢٣٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ١٠٩)، وفي الدلائل (٢/ ٢٣١).
ولفظ أحمد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه ليلة الجن ومعه عظم حائل وبعرة وفحمة، فقال: "لا تستنجين بشيء من هذا إذا خرجت إلى الخلاء".
ولفظ البيهقي في الدلائل: استتبعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن نفرًا من الجن خمسة عشر بني إخوة وبني عم يأتونني الليلة فأقرأ عليهم القرآن" فانطلقت معه إلى المكان الذي أراد، فخط لي خطًّا، وأجلسني فيه، وقال لي: "لا تخرج من هذا" فبِتُّ فيه حتى أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع السَّحَر، في يده عظم حائل وروثة وحممة، فقال لي: "إذا ذهبت إلى الخلاء فلا تستنج بشيء من هؤلاء" قال: فلما أصبحت قلت: لأعلمن علمي حيث كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فذهبت فرأيت موضع مبرك ستين بعيرًا.
والعظم الحائل: المتغير من البلى.
قال الدارقطني: "عُلَي بن رباح لا يثبت سماعه من ابن مسعود ولا يصح".
وقال البيهقي في السنن: "عُلَي بن رباح لم يثبت سماعه من ابن مسعود، والأول: إسناد شامي غير قوي، والله أعلم".
• وقد رُوي نحو هذا:
عن أبي عثمان بن سَنَّة الخزاعي، وعبد الرحمن بن رافع التنوخي، عن ابن مسعود؛ إلا أنه ليس في روايتهما ذكر الحممة.
وانظر: تحفة التحصيل (٢٣٤)، ولا تغتر بتعقب ابن التركماني في الجوهر النقي فقد جانب الصواب ومشى على ظاهر الإسناد.
ولحديث ابن مسعود طرق كثيرة جدًّا أغلبها لا يصح [انظر: تفسير الطبري (١١/ ٢٩٨)، المعجم الكبير للطبراني (١٠/ ٦٣)، سنن البيهقي (١/ ٩ - ٠ ١)، تفسير ابن كثير (٤/ ١٦٦)، مجمع الزوائد (٨/ ٣١٣)، نصب الراية (١/ ١٣٧)، وغيرها] وليس في شيء منها ذكر الحممة أو الفحمة.
وقد اشتمل بعض هذه الطرق أو أغلبها على زيادات لا تصح في قصة وفد الجن.
ومن هذه الطرق:
أ- ما رواه يونس بن يزيد، وعقيل بن خالد: عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو عثمان بن سَنَّة الخزاعي -وكان رجلًا من أهل الشام-، أنه سمع ابن مسعود يقول: إن