قالت: كيف أتطهر بها؟ فاستحيى منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستتر منها، وقال: "سبحان الله! تطهري بها"، قالت عائشة: فلحمت الذي قال، فأخذت بجيب درعها، فقلت: تتبعي بها آثار الدم.
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٣١٤ - ٣١٥/ ١٢٠٨)، ومن طريقه: ابن المنذر (٢/ ١٣١/ ٦٧٨).
٢ - إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: سألت امرأة من الأنصار النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحائض إذا أرادت أن تغتسل من المحيض؟ قال: "خذي ماءك وسدرك، ثم اغتسلي فأنقي، ثم صبي على رأسك حتى تبلغي شؤون الرأس، ثم خذي فرصة ممسكة".
قالت: كيف أصنع؟ فسكت، ثم قالت: كيف أصنع؟ فسكت، فقالت عائشة: خذي فرصة ممسكة فتتبعي بها أثر الدم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع فما أنكر عليها.
أخرجه الدارمي (١/ ٢١٩/ ٧٧٣)، وابن الجارود (١١٧).
٣ - قيس بن الربيع، عن إبراهيم بن المهاجر البجلي، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، قالت: أتت فلانة بنت فلان الأنصارية، فقالت: يا رسول الله! كيف الغسل من الجنابة؟ قال: "تبدأ إحداكن فتوضأ، فتبدأ بشق رأسها الأيمن، ثم الأيسر، حتى تنقي شؤون رأسها" ثم قال: "تدرون ما شؤون الرأس؟ " قالت: البشرة، قال: "صدقت، ثم تفيض على بقية جسدها".
قالت: يا رسول الله! وكيف الغسل من المحيض؟. . . فذكره بنحو ما تقدم، وزاد فيه: "ثم تبدأ بشق رأسها الأيمن، ثم الأيسر، حتى تنقي شؤون الرأس".
أخرجه الطيالسي (١/ ١٤٢/ ١٦٦٧)، ومن طريقه: الخطيب في المبهمات ص (٢٨).
وهذا الحديث صححه: الإمام مسلم وأبو عوانة وابن خزيمة وابن الجارود.
ورواه عن إبراهيم بن المهاجر البجلي أئمة وحفاظ: سفيان الثوري، وشعبة، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، وإسرائيل، ولم يختلفوا عليه فيه اختلافًا يحكم به عليه بالاضطراب، وإنما هي زيادة ثقات.
إلا أن ابن حزم ضعف هذا الحديث، فقال: "وإبراهيم هذا ضعيف" [المحلى (٢/ ٣٣)، وانظر: (١/ ١٠٤)].
قلت: إبراهيم بن المهاجر البجلي: صدوق يهم، ليس بذاك الحافظ الذي تقبل زيادته، أو تفرده عن المشاهير على وجه الإطلاق وإنما بقرائن.
فلا ينبغي أن يقال في مثله: ضعيف، متابعة لابن معين [وهو من المتعنتين في الرجال]، بل إن جماعة من المتشددين في الرجال لم يضعفوه مطلقًا، بل لينوه، فقد قال فيه يحيى بن سعيد القطان، وأبو حاتم، والنسائي: "ليس بالقوي"، وللنسائي فيه قول آخر يرفع من حاله وينتقل به من أخف درجات التجريح إلى أدنى درجات التعديل فيقول: "ليس