• وعلى هذا فإن هذا الاختلاف إنما هو من قبل ابن أبي عروبة، فإن كلا الوجهين محفوظ عنه.
وعندئذ يمكن أن يقال:
إما أن يكون قتادة سمعه من عزرة أولًا [وسماعه من عزرة ثابت صحيح. انظر: تخريج أحاديث الذكر والدعاء (١/ ٣٥٧)]، ثم سمعه بعدُ من سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، مثل ما وقع للحكم بن عتيبة في هذا الحديث حيث سمعه أولًا من ذر بن عبد الله، ثم سمعه بعدُ من سعيد [مع العلم بأنه لا يعرف لقتادة سماعًا من سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، والصحيح أن بينها عزرة بن عبد الرحمن، انظر: تخريج أحاديث الذكر والدعاء (١/ ٣٥٧)، وما بعدها].
وإما أن يكون سعيد بن أبي عروبة وهم فيه؛ فإنه كان يحدث من حفظه، ولم يكن له كتاب، قال الإمام أحمد:"لم يكن لسعيد بن أبي عروبة كتاب، إنما كان يحفظ ذلك كله" [التهذيب (٢/ ٣٣)]، وقيل لأحمد: روى الكوفيون عن سعيد غير شيء خلاف ما روى عنه البصريون؟ قال:"هذا من حفظ سعيد، كان يحدث من حفظه" [شرح العلل (٢/ ٧٤٦)].
وهذا الوجه الثاني عندي هو الصواب، والصحيح: عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عمار.
ووهم سعيد بن أبي عروبة لما حدث به فأسقط عزرة من الإسناد، وأصاب لما حدث به بالإثبات والزيادة.
• والدليل على ذلك: أن أبان بن يزيد العطار [ثقة ثبت، وهو من طبقة الشيوخ من أصحاب قتادة]، رواه عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في التيمم:"ضربة للوجه والكفين". لفظ عفان بن مسلم.
ولفظ يونس بن محمد المؤدب: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التيمم؟ فقال:"ضربة للوجه والكفين".
أخرجه الدارمي (١/ ٢٠٨/ ٧٤٥) [سقط من المطبوعة "عزرة" من الإسناد وهو خطأ والصواب إثباته، فقد رواه الدارمي، عن عفان، وكل من رواه عن عفان أثبت عزرة في الإسناد، وإسناد الدارمي مثبت على الصواب في إتحاف المهرة (١١/ ٧٢٢)]، وابن الجارود (١٢٦)، وأحمد (٤/ ٢٦٣)، والبزار (٤/ ٢٢٧/ ١٣٨٩)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٤)، وابن المنذر (٢/ ٥١/ ٥٤٤)، والشاشي (٢/ ٤٣٠/ ١٠٣٦)، وابن قانع في المعجم (٢/ ٢٥٠)، والطبراني في الأوسط (١/ ١٧٣/ ٥٤٢)، والدارقطني (١/ ١٨٢ و ١٨٣)، وابن عبد البر (٧/ ١٨٠)، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ٢٣٣ / ٢٧٢).