ذكره الدارقطني في العلل (٩/ ٣٩٢).
هكذا قرن بين سعيد وأبي سلمة.
والذي يظهر لي -والله أعلم بالصواب- أنه إما أن يكون المحفوظ عن ابن عيينة هو ما رواه عنه جماعة الحفاظ والأئمة من أصحابه المقدمين فيه، لا سيما الحميدي -راويته-، والشافعي، وأحمد، وابن المديني.
وإما أن يقال بأن ابن عيينة لما حدث به الرجلين الآخرين اضطرب في الحديث، والأول عندي أولى بالصواب.
ثم إن ابن عيينة لما روى هذا الحديث بهذا الإسناد وهم فيه، فجمع معه حديثًا آخر: قال ابن عيينة: حدثنا الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم".
وقال: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضًا، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من حرها، وأشد ما تجدون من البرد، فمن زمهريرها". لفظ الحميدي.
أخرج هذا الحديث بتمامه أو بشقه الثاني فقط:
البخاري (٥٣٦ و ٥٣٧)، وأبو عوانة (١/ ٢٨٩/ ١٠١٥ و ١٠١٦)، وابن حبان (١٦/ ٥٠٦ - ٥٠٧/ ٧٤٦٦)، والحميدي (٩٤٢)، والشافعي في الأم (٢/ ١٥٩/ ١٣٧)، وفي السنن (١٢٢)، وفي المسند (٢٧)، وأحمد (٢/ ٢٣٨)، والبزار (١٤/ ١٥٨/ ٧٦٩١)، وأبو يعلى (١٠/ ٢٧٠ - ٢٧١/ ٥٨٧١)، والبيهقي في السنن (١/ ٤٣٧)، وفي المعرفة (١/ ٤٥٤/ ٦٠٦)، وفي البعث والنشور (٥٥٢)، والبغوي في شرح السنة (٣٦٢).
فالحديث الأول؛ حديث الإبراد: رواه الجماعة من أصحاب الزهري عنه، عن ابن المسيب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة.
والحديث الثاني؛ "اشتكت النار إلى ربها": يرويه يونس بن يزيد الأيلي، وشعيب بن أبي حمزة، ومعمر بن راشد:
ثلاثتهم: عن الزهريّ، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب كل بعضي بعضًا، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير".
أخرجه البخاري (٣٢٦٠)، ومسلم (٦١٧/ ١٨٥)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٢١٤/ ١٣٧٩)، والنسائي في الكبرى (١٠/ ٣٢١/ ١١٥٧٦)، والدارمي (٢/ ٤٣٨/ ٢٨٤٥)، وأحمد (٢/ ٢٧٦ - ٢٧٧)، والبزار (١٤/ ٢٩٠/ ٧٨٩٧)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٢٩/ ٢١٤)، والسراج في مسنده (١٠٠٣ و ١٠٠٤)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١١٢٤ و ١١٢٥)، والطبراني في مسند الشاميين (٤/ ١٧٥/ ٣٠٣٨)، وابن المقرئ في حديثه (٤)،