للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث شعيب بن أبي حمزة، عن الزهريّ، عن أبي سلمة وحده؛ وهذا بابه.

وفي هذا إشارة إلى أن: "اشتكت النار" ليس من حديث سعيد، بل من حديث أبي سلمة، وهو ما خرجه في المواقيت من حديث سعيد؛ إلا لمجيئه مع حديث الإبراد في رواية سفيان بن عيينة، والله أعلم".

ومما يؤكد هذا المعنى، وهو أن حديث: "اشتكت النار إلى ربها" من حديث أبي سلمة وحده، دون سعيد بن المسيب؛ هو أن الحديث مشهور عن أبي سلمة:

• فقد توبع الزهريّ عليه، ومن طرقه:

١ - روى مالك في الموطأ (٢٨)، عن عبد الله بن يزيد -مولى الأسود بن سفيان-، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم".

وذكر: "أن النار اشتكت إلى ربها، فأذن لها في كل عام بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف".

أخرجه من طريق مالك: مسلم (٦١٧/ ١٨٦)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٢١٤/ ١٣٨٠)، وابن حبان (٤/ ٣٧٧/ ١٥١٠)، والشافعي في السنن (١٢٣)، وأحمد (٢/ ٤٦٢)، والطحاوي (١/ ١٨٧)، والجوهري في مسند الموطأ (٤٥٨)، والبيهقي في السنن (١/ ٤٣٧)، وفي المعرفة (١/ ٤٥٥/ ٦٠٩ و ٦١٠).

لكن روى أحمد في المسند (٢/ ٣٩٤)، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا أبان -يعني: العطار-، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة: أن جهنم استأذنت ربها، فنفسها في كل عام مرتين، فشدة الحر من فيح جهنم، وشدة البرد من زمهريرها.

قال: وقال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم".

وأخرجه أيضًا من طريق يونس بن محمَّد المؤدب: أبو العباس السراج في مسنده (١٠٠٢)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١١٢٣).

لكن اكتفى بشقه الثاني ولم يسق لفظه.

وهذا إسناد صحيح.

ورواية يحيى بن أبي كثير لا تعل رواية عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، فإنه ثقة، لا سيما لو روى عنه مالك، فهو عندئذ ثقة حجة، وعليه فزيادته في الإسناد والمتن في هذا الحديث: مقبولة، لا سيما وقد صححه مسلم، ورواه مالك في موطئه.

٢ - وروى يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمَّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قالت النار: رب كل بعضي بعضًا، فأذن لي أتنفس، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فما وجدتم من برد أو

<<  <  ج: ص:  >  >>