الأعمش بحديث أبي سعيد مشيرًا إلى أنه هو الصواب، ومن قال: "عن أبي هريرة" فقد وهم.
الرابع: أن أبا زرعة الرازي غلط عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني المعروف برستة لما روى هذا الحديث فقال: عن ابن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به، فقال أبو زرعة: "هذا غلط، الناس يروون عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -"، فلما رجع رستة إلى بلده ونظر في أصله وجده: عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكتب بذلك إلى أبي زرعة يعترف بخطئه [انظر القصة كاملة في تقدمة الجرح والتعديل (٣٣٦)].
لهذه الأمور الأربعة ينبغي التثبت مما نقله الحافظ في الفتح (٢/ ٢٥) عن الذهلي؛ ومنها قوله: "والطريقان عندي محفوظان؛ لأن الثوري رواه عن الأعمش بالوجهين"، وانظر الفتح لابن رجب (٣/ ٦٤)، الإتحاف (٥/ ٢٠٠/ ٥٢٠٥)، والله أعلم.
• وممن وهم فيه أيضًا على الأعمش، فجعله من مسند أبي هريرة:
شريك بن عبد الله النخعي [وهو: صدوق، سيئ الحفظ]؛ أخرجه من طريقه: البزار (١٦/ ٩٢٤٩/١٥٠)، وقال: "وغير شريك فإنما يرويه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد".
• ورواه سهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، عن أبي سعيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم".
أخرجه أحمد (٣/ ٩).
٢ - ابن عمر:
يرويه عبيد الله بن عمر، وصالح بن كيسان: كلاهما، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم".
أخرجه البخاري (٥٣٤)، وابن ماجه (٦٨١)، وابن خزيمة (١/ ١٧٠/ ٣٣٠)، والبزار (١٢/ ١٠٧/ ٥٦١٢)، وأبو العباس السراج في مسنده (٩٩٥ و ١٠٣٣)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (١١١٥ و ١٥٥٢)، والطبراني في الأوسط (٦/ ١٤٦/ ٦٠٤٣).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر؛ إلا عبد الوهاب".
قلت: لا يضره تفرده به، وقد سبق أن تكلمنا على ذلك على إسناده السابق برقم (١٥).
وانظر فيمن وهم فيه على الزهريّ فجعله من حديث ابن عمر: حديث ابن حذلم (٧).
٣ - عائشة:
يرويه عبد الله بن داود الخريبي، وعبد الرحمن بن أبي الزناد:
كلاهما، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، [وفي بعض الروايات عن