بغداد (٩/ ٢٣٣)، والبغوي في شرح السنة (٢/ ٢٢/ ٣٥٩)، وقال: "صحيح"، والمزي في التهذيب (١١/ ٩٩).
رواه هكذا عن أبي إسحاق السبيعي:
سفيان الثوري، وشعبة، وزهير بن معاوية، وأبو الأحوص، وإسرائيل بن أبي إسحاق، والرحيل بن معاوية أخو زهير، وزياد بن خيثمة الجعفي، وشريك بن عبد الله النخعي، ومفضل بن صدقة [ليس بالقوي. اللسان (٨/ ١٣٨)، ضعفاء الدارقطني (٦٢٢)] , وسليمان بن قرم [سيئ الحفظ. التقريب (٢٥١)] (١٥).
تنبيهات على زيادات:
١ - وقع عند الطبراني (٣٧٠١) من طريق زهير زيادة في آخره: قال: "إذا زالت الشمس فصلوا"، وهي زيادة شاذة، فقد رواه جماعة من الحفاظ المتقنين عن زهير بدونها -كما عند مسلم وغيره-.
٢ - ورواه زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق به، واختلف عليه:
أ - فرواه عبد الرحيم بن سليمان [ثقة حافظ مصنف] , ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة [ثقة متقن]:
كلاهما، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق به مثل الجماعة [السراج في مسنده (١٠٠٩)، وفي حديثه (١١٣٠)].
ب - وخالفهما: عيسى بن يونس [ثقة مأمون] , فرواه عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن خباب بن الأرت، قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شدة الرمضاء في جباهنا وأكفنا؛ فلم يشكنا.
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ١٠٤)، وفي الخلافيات (٢/ ٢٠٨/ م ١٢٢ - مختصره).
وقال: "زكريا بن أبي زائدة مجمع على عدالته، وكذلك الطريق إليه سديد، والزيادة من الثقة مقبولة".
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٦٤٩): "رواه البيهقي ... بإسناد صحيح".
قلت: الزيادة هنا غير مقبولة لأمور:
منها: أن عيسى بن يونس لم يتابع على هذه الزيادة، فقد رواه بدونها ثقتان حافظان، أحدهما ابن الراوي، وأهل بيت الرجل أعلم بحديثه من غيره.
ومنها: أن زكريا بن أبي زائدة وإن كان ثقة، إلا أنه سمع من أبي إسحاق بأخرة، وأبو إسحاق كان قد تغير، وسماع سفيان الثوري، وشعبة، وشريك: أقدم منه، وإسرائيل أثبت في جده من زكريا، وسفيان وشعبة هما: أثبت وأحفظ وأقدم من جميع من روى عن أبي إسحاق.
فالقول: قول الجماعة، هذا إن صحت الزيادة عن زكريا نفسه، والصحيح عندي أنها شاذة؛ لا تصح عن زكريا.