قال أحمد بن حزم: قال لنا أبو سعيد -هو ابن الأعرابي-: هذا مما تفرد به أهل المدينة.
• حديث صحيح
انفرد به أبو داود دون أصحاب الكتب الستة، وعنبسة بن عبد الواحد: كوفي ثقة لا يضره تفرده عن هشام به؛ فهو إسناد صحيح.
• وقد وجدت له متابعًا:
فقد أخرج ابن عدي (٤/ ٢٠١) من طريق: عبد الله بن محمد بن زاذان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عائشة أخبرته. . . فذكر الحديث.
وهذا إسناد واهٍ بمرة؛ عبد الله بن محمد بن زاذان: هالك [الميزان (٢/ ٤٨٦)، اللسان (٣/ ٤٠٩)].
فالحديث حديث عنبسة، ولا تضره أيضًا: مخالفة معمر بن راشد، فقد رواه عن هشام، عن أبيه، مرسلًا، لا يذكر فيه عائشة.
أخرجه عبد الرزاق (١٠/ ٤٣٠/ ١٩٦٠٤).
ويبدو لي -والله أعلم- أن أبا حاتم رجح رواية معمر المرسلة على رواية ابن زاذان الموصولة، فقد سأله ابنه عنها، فقال:"هذا خطأ؛ إنما هو عروة أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: مرسل، وعبد الله: ضعيف الحديث" [العلل (٢/ ٣٤٢/ ٢٥٥١)].
وما ذاك عندي -والله أعلم- إلا لكون أبي حاتم لم يطلع على رواية عنبسة، فإن معمرًا ممن يهم في حديث العراقيين، قال ابن معين:"إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه؛ إلا عن الزهري وابن طاووس فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا. . . قال يحيى: وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب: مضطرب كثير الأوهام" [التهذيب (٨/ ٢٨٤)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٨٢)].
كما أن هشام بن عروة كان ينشط أحيانًا فيسند، ويرسل أحيانًا أخرى، قال الأثرم: قال أبو عبد الله [أحمد بن حنبل]: "ما أحسن حديث الكوفيين عن هشام بن عروة، أسندوا عنه أشياء، قال: وما أرى ذاك إلا على النشاط" [شرح العلل (٢/ ٦٧٩)].
• ومما يدل على أن عنبسة الكوفي قد حفظ هذا الحديث: شاهده عن ابن عمر: فقد روى صخر بن جويرية، عن نافع: أن عبد الله بن عمر حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أراني في المنام أتسوك بسواك، فجذبني رجلان، أحدهما كبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كَبِّر، فدفعته إلى الأكبر".
أخرجه البخاري (٢٤٦)، قال:"وقال عفان"، وهو شيخه، فهو موصول، وبعضهم يراه تعليقًا. ومسلم (٢٢٧١ و ٣٠٠٣)، وأبو عوانة [الإتحاف (٩/ ١٠١)]، والبيهقي (١/ ٣٩ - ٤٠)، وابن حجر في التغليق (٢/ ١٤٩).