قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فإن عطية بن سعد العوفي: ضعيف الحفظ [انظر: التهذيب (٣/ ١١٤)، الميزان (٣/ ٧٩)]؛ وقد خالف في روايته هذه: نافعًا، وهو: أثبت أصحاب ابن عمر، وأكثرهم عنه رواية، وبقية رجاله: ثقات؛ وعليه: فهي رواية منكرة.
***
٤٥٣ - . . . عبد الوارث، عن أبي التيَّاح، عن أنس بن مالك، قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فنزل في عُلْو المدينة، في حي يقال لهم: بنو عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار، فجاؤوا متقلِّدين سيوفهم، فقال أنس: فكأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته وأبو بكر رِدْفه، ومَلأُ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، وأنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى بني النجار، فقال:"يا بني النجار! ثامنوني بحائطكم هذا" فقالوا: والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله عز وجل، قال أنس: وكان فيه ما أقول لكم: كانت فيه قبورُ المشركين، وكانت فيه خَرِبٌ، وكان فيه نخلٌ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبور المشركين فنُبِشت، وبالخرب فسُوِّيت، وبالنخل فقُطع، فصفُّوا النخلَ قبلةَ المسجد، وجعلوا عِضادَتَيْه حجارةَ، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون، والنبي - صلى الله عليه وسلم - معهم، ويقول:
"اللهم لا خيرَ إلا خيرُ الآخرهْ ... فانصُرِ الأنصارَ والمهاجرهْ"
• حديث متفق على صحته.
أخرجه البخاري (٤٢٨ و ١٨٦٨ و ٢١٠٦ و ٢٧٧١ و ٢٧٧٤ و ٢٧٧٩ و ٣٩٣٢)، ومسلم (٥٢٤) و (١٨٠٥/ ١٢٩)، وأبو عوانة (١/ ٣٣١ و ١٧٧/ ١٣٣٢ و ١١٧٨) و (٤/ ٣٤٩/ ٦٩٣٣)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ١٢٧/ ١١٥٩)، والنسائي في المجتبى (٢/ ٣٩ - ٤٠/ ٧٠٢)، وفي الكبرى (١/ ٣٨٩/ ٧٨٣)، وابن خزيمة (٢/ ٥/ ٧٨٨)، وابن حبان (٦/ ٩٧/ ٢٣٢٨)، وأحمد (٣/ ٢١١ - ٢١٢)، والطيالسي (٣/ ٥٥٨/ ٢١٩٨)، وابن سعد في الطبقات (١/ ٢٣٥ و ٢٤٠)، وأبو يعلى (٧/ ١٩٣/ ٤١٨٠)، وأبو العباس السراج في مسنده (٥١٢)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٣١١)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٨٣)، والبيهقي في السنن (٢/ ٤٣٨)، وفي الدلائل (٢/ ٥٣٩)، وابن عبد البر (٥/ ٢٣١) و (١٣/ ١٤٨)، وابن منده في معرفة أسامي أرداف النبي - صلى الله عليه وسلم - (١٦ - ١٧)، والبغوي في شرح السنة (٧/ ١١٢/ ٣٦٥٩).