مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه، عن ميمونة مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيت المقدس؟ قال: "ائتوه فصلوا فيه" فقلت: فمن لم يستطع أن يأتيه؟ قال: "فليهد إليه زيتًا يسرج في قناديله".
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (٣٣/ ٤٢٣).
قلت: فهذه الزيادة في الإسناد: "عن أخيه": وهم من ابن أبي السري، في حديث الوليد، والله أعلم.
وروى البيهقي في الشعب (٣/ ٤٩٥/ ٤١٧٦) بإسناد صحيح إلى: عبد الله بن بحر الخلال: نا رديح بن عطية أبو الوليد: نا سعيد بن عبد العزيز الدمشقي، وعثمان بن عطاء، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من لم يأت بيت المقدس فصلى؛ فليبعث بزيت يسرج فيه".
قال السخاوي في البلدانيات (ص ٦٦): "ووصفت ميمونة في هذه الرواية بأنها زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو: وهم".
قلت: هذه رواية منكرة؛ بزيادة عثمان بن عطاء الخراساني في الإسناد مقرونًا بسعيد بن عبد العزيز، وبجعل ميمونة هي: بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين، وإنما هي: بنت سعد، مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما خالف في سياق المتن.
ولا أدري ممن هذه الأوهام؟
فعبد الله بن بحر هذا إنما هو: عبد الرحمن بن بحر البصري أبو علي الخلال، قد تصحف اسمه، روى له النسائي في المجتبى (٨/ ٨٠/ ٤٩٣٤) متابعة، روى عنه جماعة، ولم يوَثَّق، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٥/ ٢١٧) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا [وانظر: تهذيب الكمال (١٦/ ٥٤٢)، تهذيب التهذيب (٢/ ٤٩٠)، التقريب (٣٥٨) وقال: "مقبول"].
ورديح بن عطية: صدوق يغرب، والله أعلم.
قال السخاوي في البلدانيات بعد حديث سعيد: "هذا حديث حسن"، ثم قال: "وسكت عليه أبو داود؛ فهو على قاعدته: صالح.
ولم ينفرد به سعيد؛ فقد رواه كذلك معاوية بن صالح عن زياد".
• قلت: تابع سعيدَ بن عبد العزيز [وهو: ثقة ثبت إمام] على هذا الإسناد، وزاد في المتن.
معاويةُ بن صالح [الحمصي: صدوق، له أوهام]، رواه عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة -وليست بميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: يا رسول الله! أفتنا عن بيت المقدس؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن الصلاة فيه كألف صلاة" قالت: أرأيت من لم يطق أن يتحمل أن يأتيه؟ قال: "فإن لم يطق ذلك؛ فليهد إليه زيتًا يسرج فيه، فمن أهدي اليه كان كمن صلى فيه".