وسوف يأتي الكلام عليه مفصلًا في موضعه من سنن أبي داود (١٣٥٣ و ١٣٥٤) إن شاء الله تعالى.
• ورواه أيضًا منصور بن المعتمر [ثقة ثبت، لكن الإسناد إليه لا يصح]، والمنهال بن عمرو [صدوق، والإسناد إليه صحيح]، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه بنحوه مطولًا، وموضع الشاهد منه: ثم قام فبال، ثم استن بسواكه، ثم توضأ، ثم قام فصلى.
أخرجه أبو عوانة (٢/ ٥٥ / ٢٢٩٣)، والحاكم (٣/ ٥٣٦)، وابن أبي الدنيا في التهجد (٥١٦)، وأبو يعلى (٤/ ٤١٩/ ٢٥٤٥)، والطحاوي (١/ ٢٨٦ - ٢٨٧)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢٧٥ و ٢٧٦/ ١٠٦٤٨ و ١٠٦٤٩)، وفي الدعاء (٧٥٩ و ٧٦٠)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٠٨).
قال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين".
قلت: لم يخرج مسلم للمنهال شيئًا، وما له في البخاري سوى موضعين، وإسناده جيد.
وأصل الحديث وموضع الشاهد منه، وهو: الاستياك عند القيام من نوم الليل لأجل الصلاة: حديث صحيح متفق عليه من حديث ابن عباس، وهو مخرج في أحاديث الدعاء برقم (٤٤) و (٦٤) فراجعه.
• ومما ينبغي التنبيه عليه:
أن محمد بن أبي ليلى [وهو سيئ الحفظ جدًّا] قد روى هذا الحديث فزاد فيه ما ليس منه: رواه ابن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده ابن عباس، قال: سمعت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ليلةً حين فرغ من صلاته أو في رواية: بعثني العباس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيته ممسيًا، وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل، فلما صلى ركعتي الفجر، قال]: "اللَّهُمَّ إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري [وفي رواية: شملي]، وتلُمُّ بها شعثي، وتصلح بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، [وتبيض بها وجهي]، وتلهمني بها رشدي، وترُدُّ بها أُلفَتي، وتعصمني بها من كل سوء، اللَّهُمَّ أعطني إيمانًا ويقينًا ليس بعده كفر، ورحمةً أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة، اللَّهُمَّ إني أسألك الفوز في العطاء [وفي رواية: عند اللقاء، وفي أخرى: عند القضاء]، ونُزُلَ الشهداء، وعَيْشَ السعداء، والنصر على الأعداء، اللَّهُمَّ إني أنزل بك حاجتي، وإن قَصُرَ رأيي، وضعُف عملي، افتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور، ويا شافي الصدور، كما تجير بين البحور، أن تجيرني من عذاب السعير، ومن دعوة الثبور، ومن فتنة القبور، اللَّهُمَّ ما قَصُرَ عنه رأيي، ولم تبلغه نيتي، ولم تبلغه مسألتي، من خير وعدته أحدًا من خلقك، أو خير أنت مُعْطِيه أحدًا من عبادك، فإني أرغب إليك فيه، وَأَسْأَلُكَهُ برحمتك رب العالمين، اللَّهُمَّ ذا الحبل الشديد، والأمر الرشيد، أسألك الأمن يوم الوعيد، والجنّة يوم الخلود، مع المقربين الشُّهود، الرُّكَّع السجود،