القتات [لين الحديث]، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا".
أخرجه ابن عدي في الكامل (٣/ ١٤٠) بإسنادٍ إلى روحٍ، فيه من لم أهتد إليه. وقد ذكر الدارقطني في العلل (٦/ ٢٥٦) بأن رواية روح مثل رواية الجماعة: جرير ومن معه، فالله أعلم.
هـ- ورواه بحر بن كنيز السقاء [متروك. انظر: التهذيب (١/ ٢١٢) وغيره]، واختلف عليه:
فقيل: عنه، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو [الأسدي الكوفي، صدوق]، عن مجاهد به.
وقيل: عنه، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة [الجملي الكوفي، ثقة]، عن مجاهد به.
ذكره الدارقطني في العلل (٦/ ٢٥٧).
ثم قال: "ففي هاتين الروايتين: بأن أن الأعمش لم يسمعه من مجاهد".
وقال في موضع آخر من العلل (٨/ ٢٣٤): "وقيل: إن الأعمش لم يسمع من مجاهد".
قلت: وذكر رواية أخرى لأحد المتروكين لا يعوَّل عليها، والحق: أنه لا يعوَّل أيضًا على رواية بحر السقاء فإنه أحد المتروكين، ممن كثرت المناكير في روايته، مما لا يتابعه عليها أحد في الأسانيد والمتون؛ فاستحق الترك [انظر: الكامل (٢/ ٥٠)، المجروحين (١/ ١٩٢)]، ولا عبرة أيضًا برواية روح بن مسافر؛ فإنه كسابقه.
• وعندئذ: يبقى الترجيح بين رواية الجماعة، ورواية وكيع والفضل، ورواية قطبة:
فإذا علمنا أن الأئمة اختلفوا في عدد الأحاديث التي سمعها الأعمش من مجاهد، فقال هشيم: أربعة فقط، وقال وكيع: أربعة، وفي رواية عنه: سبعة أو ثمانية، وقال ابن معين: أربعة أو خمسة، وقال يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وعلي بن المديني: ستة أو سبعة، وقال يعقوب بن شيبة في مسنده: "ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة، خمسة أو نحوها، قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال: "سمعت"، هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات، وحكيم بن جبير، وهؤلاء"، وأوصلها البخاري -بتتبع ما صرح فيه الأعمش بالسماع من مجاهد- إلى قريب من الثلاثين.
وقال يحيى بن سعيد القطان: "كتبت عن الأعمش أحاديث عن مجاهد: كلها ملزقة، لم يسمعها"، وقال أبو حاتم بعد حديث: "ليس الواصل بالمكافئ": "وأنا أخشى أن لا يكون سمع هذا الأعمشُ من مجاهد، إن الأعمشَ قليلُ السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد: مدلَّس"، وقال ابن معين: "الأعمش سمع من مجاهد، وكل شيء يروي عنه لم يسمع [يعني: لم يذكر السماع]: إنما [هي] مرسلةٌ مدلَّسةٌ"، [علل الترمذي الكبير