وهو صدوق يخطئ، لكنه كثير الرواية عن الضعفاء والمجاهيل؛ فمن هنا وقعت في أحاديثه المناكير، مثل هذا الحديث، قال أبو حاتم:"صدوق مستقيم الحديث؛ ولكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين، وكان عندي في حد لو أن رجلًا وضع له حديثًا لم يفهم، وكان لا يميز"، وقال ابن حبان:"يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات المشاهير، فأما روايته عن الضعفاء والمجاهيل: ففيها مناكير كثيرة لا اعتبار بها"، وقال الحاكم للدارقطني:"فسليمان بن بنت شرحبيل؟ قال: ثقة، قلت: أليس عنده مناكير؟ قال: يحدث بها عن قوم ضعفاء، فأما هو فهو: ثقة"، وقال الذهبي:"هو في نفسه صدوق، لكنه لهج برواية الغرائب عن المجاهيل والضعفاء"، [الجرح والتعديل (٤/ ١٢٩)، الثقات (٨/ ٢٧٨)، سؤالات الحاكم (٣٣٩)، السير (١١/ ١٣٦)، التهذيب (٢/ ١٥٢)، إكمال مغلطاي (٦/ ٧٥)، الميزان (٢/ ٢١٢)].
وأحمد بن إبراهيم القرشي: فلم أهتد إليه.
وشيخ ابن السني: هو أبو الحسن النهاوندي [انظر ترجمته: التدوين (٣/ ٤١٤)، تاريخ دمشق (٤٣/ ١٨٠) وفيه: "كان من جملة الثقات"، تاريخ الإسلام (٢٥/ ١٦٦) وقال: "وثقه الخليلي"].
٢ - أبي هريرة:
يرويه محمد بن ربيعة الكلابي: حدثنا محمد بن الحسن بن عطية العوفي: حدثنا محمد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا بلغ أولادكم سبع سنين فعلموهم الصلاة، فإذا بلغوا عشرًا فاضربوهم عليها، وفرِّقوا بينهم في المضاجع".
أخرجه ابن أبي الدنيا في العيال (٣٠١)، والبزار (١٧/ ١٨٩/ ٩٨٢٣)(١/ ١٧٢/ ٣٤١ - كشف الأستار)، والعقيلي في الضعفاء (٤/ ٤٩).
قال البزار:"لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - إلا بهذا الإسناد".
خالف: محمدَ بنَ ربيعة الكلابي [وهو: صدوق]: عبدُ الله بن داود [هو الخريبي، وهو: ثقة]، والحسنُ بن صالح [هو: ابن حيّ، وهو: ثقة]:
كلاهما: عن محمد بن الحسن بن عطية، عن محمد بن عبد الرحمن، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:. . . فذكراه هكذا مرسلًا.
قال الخريبي في روايته:"عن أبي سعيد بن عطية"، قال البخاري:"هو أظنه محمد بن الحسن بن عطية".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٦٦)، وابن أبي الدنيا في العيال (٢٩٥)، والعقيلي في الضعفاء (٤/ ٤٩).
قال البخاري بعد ما أخرجه في ترجمة محمد بن الحسن بن عطية:"ولم يصح حديثه".
وقال العقيلي بعد رواية الخريبي المرسلة:"هذا أولى، والرواية في هذا الباب فيها لين".