قال أبو بِشْر: فأخبرني أبو عُمَير أن الأنصارَ تَزْعُمُ أن عبد الله بن زيد لولا أنه كان يومئذ مريضًا لجعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُؤَذِّنًا.
• حديث صحيح.
أخرجه من طريق أبي داود: الخطابي في غريب الحديث (١/ ١٧٢)، والبيهقي (١/ ٣٩٠)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٢٠ - ٢١).
وأخرجه: الخطابي في غريب الحديث (١/ ١٧٣)، من طريق سعيد بن منصور [ثقة حافظ مصنف]: نا هشيم: نا أبو بشر: أخبرني أبو عمير بن أنس: أخبرني عمومة لي من الأنصار. . . فذكر الحديث.
وأخرجه البيهقي (١/ ٣٩٩)، من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري [ثقة ثبت إمام]: ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن أبي عمير بن أنس، قال: حدثني عمومة لي من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . بهذا الحديث.
قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٨١): "وقد أخرج أبو داود بسند صحيح إلى أبي عمير بن أنس، عن عمومته من الأنصار".
قلت: هذا إسناد متصل، سمع رواته بعضهم من بعض، وعمومة أبي عمير بن أنس بن مالك: من الصحابة، وجهالتهم لا تضر، وهشيم من أثبت الناس في أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، وقد سمع منه هذا الحديث، ولم يدلسه.
ورواة هذا الحديث كلهم ثقات مشاهير، عدا أبي عمير بن أنس بن مالك، وهو أكبر أولاد أنس، وقيل: اسمه عبد الله، لم يرو عنه سوى أبي بشر جعفر بن إياس، قال ابن سعد:"كان ثقة، قليل الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات، لكن قال ابن عبد البر:"مجهول، لا يحتج به"، وتبعه على ذلك ابن القطان [التهذيب (٤/ ٥٦٦)، الميزان (٤/ ٥٥٨)].
قلت: أبو عمير بن أنس بن مالك: تابعي، سمع من عمومته من الصحابة، وله ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد:
هذا أحدها.
والثاني: رواه شعبة، وهشيم، وأبو عوانة: عن أبي بشر، قال: أخبرني أبو عمير بن أنس بن مالك -قال: وكان أكبر ولده-، قال: حدثني عمومة لي من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: أغمي علينا هلال شوال، فأصبحنا صيامًا، فجاء ركْب من آخر النهار، فشهدوا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنهم رأوا الهلالَ بالأمس، فأمرهم أن يفطروا من يومهم، وأن يخرجوا لعيدهم من الغد [وفي رواية: وإذا أصبحوا أن يغدوا إلى مصلاهم]. لفظ هشيم، والرواية لشعبة.
أخرجه أبو داود (١١٥٧)، والنسائي في المجتبى (٣/ ١٨٠/ ١٥٥٧)، وفي الكبرى (٢/ ٢٩٥/ ١٧٦٨)، وابن ماجه (١٦٥٣)، وابن الجارود (٢٦٦)، وأحمد (٥/ ٥٧ و ٥٨)،