قال الدارقطني: كعبد الله بن محمد بن المغيرة: أصله كوفي، سكن مصر، له عن الثوري أحاديث انفرد بها".
قلت: فهو حديث منكر من حديث الثوري، انفرد به عنه: عبد الله بن محمد بن المغيرة الكوفي، نزيل مصر، وهو: منكر الحديث [اللسان (٤/ ٥٥٤)]، والراوي عنه: مقدام بن داود بن عيسى بن تليد الرعيني المصري: ضعيف [اللسان (٨/ ١٤٤)].
وقد رواه على الصواب فأرسله: محمد بن إبراهيم بن أبي عدي [ثقة]، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة]:
روياه عن يونس بن عبيد، عن الحسن، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم" قال: وذكر معها غيرها.
وفي رواية: "الإمام ضامن، والمؤمن مؤتمن، فأرشد الله الأئمة، وغفر للمؤذنين، أو قال: "غفر الله للأئمة وأرشد المؤذنين".
أخرجه الشافعي في الأم (٢/ ٧٩٤ / ١٦٧) (١)، وفي المسند (٣٣)، والبيهقي في السنن (١/ ٤٢٦ و ٤٣١)، وفي المعرفة (١/ ٤٤٩ و ٤٥٠/ ٥٩٨ و ٥٩٩).
وهذا هو الصواب، وهو مرسل بإسناد صحيح.
قال الدارقطني: "الصحيح: عن يونس، عن الحسن، مرسلًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
وقال البيهقي: "وهذا المرسل شاهد لما تقدم".
وقال في المغني عن الحفظ والكتاب (٢٩): "قال ابن المديني: لا يصح في هذا الباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث صحيح، إلا حديثًا رواه الحسن مرسلًا.
٨ - روى عبد الرزاق في المصنف (١/ ٤٤٧/ ١٨٤٠)، عن معمر، عن قتادة، أن ابن عمر قال: الإمام ضامن، إن قدم أو أخر، وأحسن أو أساء.
قال معمر: ليس كل الحديث عن ابن عمر.
قلت: معمر بن راشد وإن كان ثبتًا في الزهري وابن طاووس، إلا أنَّه كان سيئ الحفظ لحديث قتادة [انظر: المعرفة والتاريخ (٢/ ٢٨١)، علل الدارقطني (٤/ ق ٤٠)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٩٨)].
خالفه أحد أثبت الناس في قتادة:
رواه هشام الدستوائي، عن قتادة، قال: حدثني القاسم [يحتمل أن يكون هو القاسم بن عاصم التميمي، وهو: مقبول]، عن سعيد بن المسيب، قال: الإمام ضامن لصلاة القوم، إن أحسن أو أساء، وقدم أو أخر.
أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٣٢٨ / ٥٤٥٥)، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة به.
وهذا هو الصواب، مقطوع من قول ابن المسيب.