ب - وخالفهم: عبد الصمد بن عبد الوارث [وهو: صدوق]: فرواه عن حماد، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن عثمان بن أبي العاص، به مرفوعًا؛ فلم يذكر مطرفًا في الإسناد.
أخرجه أحمد (٤/ ٢١).
قلت: المحفوظ: رواية الجماعة.
وعليه: فهو إسناد بصري صحيح، رجاله رجال الشيخين غير حماد؛ فمن رجال مسلم، وحماد بن سلمة ممن سمع من الجريري قبل الاختلاط [تاريخ الثقات (٥٣١)، الكواكب النيرات (٢٤)، التهذيب (٢/ ٦)، التقييد والإيضاح (٤٢٦)، وغيرها].
لكن قال الجوزقاني:"رواه جماعة كثيرة عن عثمان، ولم يقل منهم أحد: "واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا"، إلا ما تفرد به حماد عن الجريري، فإن صحت هذه اللفظة، كان فيه دليل على إباحة الأجرة، لأنَّ في قوله: "اتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا": دليل أن هناك من يأخذ الأجرة، وإنما كره ذلك، ولو كان ذلك على الزَّجر؛ لقال: لا تُؤخذ الأجرة على الأذان، أو: لا يجوز، والله أعلم".
قلت: قال الإمام أحمد في مسنده (٤/ ٢١): حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن زيد: أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مُطَرِّفٍ، عن عثمان بن أبي العاص بمثله مرفوعًا.
وعلى هذا فلم يتفرد به حماد بن سلمة عن الجريري، فقد تابعه: حماد بن زيد، وهو أيضًا ممن روى عن الجريري قبل الاختلاط، وبهذا فقد تتابع ثقتان على روايته عن الجريري، وتفرد الجريري به عن أبي العلاء: لا يضر، فإنه من ثقات أهل البصرة، ممن جمع حديثها، حتَّى قال فيه الإمام أحمد:"محدث أهل البصرة" [انظر: التهذيب (٢/ ٦)]، ولهذه الزيادة طريق أخرى صحيحة، تأتي.
فهو حديث صحيح، صححه ابن خزيمة والحاكم، واحتج به أبو داود والنسائي، وثبته ابن المنذر.
• ورواه عفان بن مسلم، ويونس بن محمد المؤدب [وهما: ثقتان ثبتان، بلفظ آخر: قالا: ثنا حماد بن سلمة: أنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مُطَرِّف، قال: دخلت على عثمان بن أبي العاص، فأمر لي بلبن لِقْحَةٍ؛ فقلت: إني صائم ... فذكر حديثين، ثم قال: وكان آخر شيء عَهِدَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - إليَّ أن قال:"جَوِّزْ في صلاتك، وَاقْدُرِ الناس بأضعفهم، فإن منهم: الصغير، والكبير، والضعيف، وذا الحاجة".
أخرجه أحمد (٤/ ٢١٧ - ٢١٨ و ٢١٨).
• ولحماد بن سلمة فيه إسناد آخر في ضمن حديث آخر مختصرًا:
يرويه عفان بن مسلم، وأبو داود الطيالسي، وأبو الوليد الطيالسي، وهدبة بن خالد: عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، أن وفد