مناكير، من الثامنة]؛ فأخاف أن يكون هذا الحديث مما تلقنه سماك، أو قد وهم فيه، فقد بيَّن عواره شعبة؛ إذ لم يسمعه النعمان من عثمان بن أبي العاص:
رواه شعبة، عن النعمان بن سالم، قال: سمعت أشياخنا من ثقيف، قالوا: أنا عثمان بن أبي العاص، أنَّه قال: قال في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمَّ قومك، وإذا أمَمْت قومك فَأَخِفَّ بهم الصلاة؛ فإنه يقوم فيها: الصغير، والكبير، والضعيف؛ والمريض، وذو الحاجة".
أخرجه أحمد (٤/ ٢١)، قال: حدثنا محمد بن بكر [كذا في المسند، وفي الإتحاف (١٠/ ٦٩٦/ ١٣٦١٩): محمد بن جعفر، فالأول: البرساني، والثاني: غندر، وكلاهما: ثقة]: ثنا شعبة به.
وعليه: فالإسناد ضعيف؛ لأجل جهالة الأشياخ من ثقيف، وعلى هذا فرواية النعمان عن عثمان: مرسلة، لكن الحديث صحيح بطرقه.
٦ - عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن داود بن أبي عاصم، عن عثمان بن أبي العاص: أن آخر ما فارقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صليت بقوم فخفف بهم" حتَّى وَقَّتَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)}.
وفي رواية: آخر كلام كلمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ استعملني على الطائف، قال: "خفف الصلاة على الناس" حتَّى وَقَّتَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)}، وأشباهها من القرآن.
أخرجه أحمد (٤/ ٢١٨)، وابن سعد في الطبقات (٥/ ٥٠٨)، والطبراني في الكبير (٩/ ٤٩/ ٨٣٥٣ و ٨٣٥٤).
واختلفوا في سماع داود بن أبي عاصم من عثمان بن أبي العاص:
فقال علي بن المديني: "داود بن أبي عاصم عن عثمان بن أبي العاص: مرسل" [المراسيل (١٩٩)، جامع التحصيل (١٧٣)، تحفة التحصيل (٩٩)].
لكن قال البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٢٣٠): "وروى ابن خثيم، سمع داود بن أبي عاصم، سمع عثمان بن أبي العاص".
ولابن المديني في العلل (١٣٢) كلام يشرح حكمه بالإرسال، لكن يبدو أن في السياق سقط أو خلل، وخلاصة ما يمكن استخلاصه من كلام ابن المديني، أن بين داود بن أبي عاصم وعثمان بن أبي العاص: رجلين، وهذا نص كلامه في العلل: "داود بن أبي عاصم، عن عبد الله بن عبد الرحمن: أخبرنا عثمان بن عبد الله بن أوس، عن عثمان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التخفيف في الصلاة.
رواه أبو عاصم وأبو نعيم، فخالفه عن عبد الرحمن هذا، عبد الرحمن يروي [وفي نسخة: "عبد الرحمن بن يعلى" بدل "يروي"، عن عبد ربه، عن عثمان.
وأظنه أُتي من الشيخ، لأنَّ أبا عامر [كذا، ولعله: أبا عاصم] وأبا نعيم اتفقا على عاصم.